كان العرب يزعمون بأن لكل شاعر من الشعراء هنالك صاحب من الجن يملي عليه الأشعار التي تنسب إليه، وقد ذكروا عددًا من هؤلاء الشعراء.
من هو الأعشى؟
هو ميمون بن قيس بن جندل، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، من أهل نجد.
قصة قصيدة دعوت خليلي مسحلا ودعوا له
أما عن مناسبة قصيدة “دعوت خليلي مسحلا ودعوا له” فيروى بأن الشعراء في العصور القديمة قد اشتهروا بأن لهم شياطين تملي عليهم شعرهم، وعلى سبيل الذكر لا الحصر فإن شيطان عمرو بن قطن يدعى جهنام، وشيطان عبيد بن الأبرص يدعى هبيد بن الصلادم، وشيطان امرؤ القيس يدعى لافظ بن لاحظ، وشيطان الكميت بن زيد الأسدي يدعى مدرك بن واغم، وشيطان النابغة الذبياني يدعى هادر.
ويزعم العرب بأن هؤلاء الشياطين يلهمون الشعراء، وبانه وراء كل فحل من الشعراء شيطان بارع وقادر على إلهام هذا الشاعر الجيد من الشعر، فاخترعوا لها أسماءً مراعين الغرابة تارة ومراعين المعنى تارة أخرى.
ولكن كل ذلك مبني على الخيال والتوهم، فلا يوجد دليل على أن لهؤلاء الشعراء شياطين يملون عليهم شعرهم، ولكنهم توهموا ذلك وصدقوه وأذاعوه بين الناس، لكي يرفعوا من قيمة أنفسهم بين الناس، لأن الشياطين تأتي بما لا يأتي به البشر، ومن ذلك شعر للأعشى يذكر به شيطانه مسحل عندما هجى الشاعر عمرو بن قطن وشيطانه جهنام قائلًا:
دَعَوتُ خَليلي مِسحَلاً وَدَعوا لَهُ
جَهَنّامَ جَدعاً لِلهَجينِ المُذَمَّمِ
يهجو الشاعر عمرو بن قطن، ويقول بأنه قد دعا مسحل، وقد دعوا لعمرو جهنام، وهو الهجين المذموم.
فَإِنّي وَثَوبي راهِبِ اللُجِّ وَالَّتي
بَناها قُصَيٌّ وَالمُضاضُ بنُ جُرهَمِ
لَئِن جَدَّ أَسبابُ العَداوَةِ بَينَنا
لَتَرتَحِلَن مِنّي عَلى ظَهرِ شَيهَمِ
وَتَركَبُ مِنّي إِن بَلَوتَ نَكيثَتي
عَلى نَشَزٍ قَد شابَ لَيسَ بِتَوأَمِ
