قصة قصيدة دعوني لما بي وانهضوا في كلاءة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة دعوني لما بي وانهضوا في كلاءة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “دعوني لما بي وانهضوا في كلاءة” فيروى بأن ابن دأب قد رأى في يوم في منامه جارية أخته، وعندما أفاق يومها، وجد نفسه قد وقع في هواها، وبقي على هذه الحال مدة من الزمن، ففي كل يوم كان يكبر هواها وحبها في قلبه، حتى أصبح هزيلًا مريضًا، لا يقوى على الحركة، فسأله أهله عما به، وعن سبب حاله، ولكنّه لم يخبرهم، فبعثوا في طلب عمه، وأخبروه بخبره، فدخل إليه، وسأله عن سبب ما حصل له، ولم يخبره بشيء، وقال له: مرض أجده في جسدي.

فقرر عمه أن يجلب له أطباء الروم، فبعث إليهم، وأتوه، وأخذوا يعالجون الفتى بكل ما يملكون من أدوية، ولكن شيئًا لم ينفع معه، فقرروا أن يحضروا له امرأة تسقيه الخمر، ولكن من دون أن يسكر، وعندها سوف يبوح لهم بكل مكنونات صدره، واتفق جميع الأطباء على ذلك، وأخبروا عم الفتى بقرارهم، فوافقهم عليه، وبعث في طلب ابن أخيه، وعندما أحذروه، ادخل له بامرأة يقال لها حمامة، فجلست وأشربته الخمر، وأخذت تغني له حتى كاد أن يسكر، وعندها بدأ ينشد قائلًا:

دعُوني لما بي وانهَضوا في كلاءةٍ
من الله، قد أيقنتُ أن لستُ باقيًا

وأنْ قد دنا مَوتي وحانت منيَّتي
وقد جَلَبَت عيني عليَّ الدواهيا

أموت بشوقٍ في فؤادي مُبرِّحٍ
فيا ويحَ نفسي من به مثلُ ما بيا

فخرجت الامرأة من عنده، وتوجهت إلى عمه، وأخبرته بخبره، وما سمعت منه من شعر، فحزن على ابن أخيه حزنًا شديدًا، وبعث له بجارية من جواريه، وكانت هذه الجارية ذات أدب وعقل، فجلست معه، وبقيت تتكلم معه، حتى أخرج لها كل ما في قلبه، وأخبره بقصته مع جارية أخته، فذهبت إلى الجارية وأخبرتها بخبره، فوقعت الجارية في حبه، وأصبحت هذه الجارية سفيرة بينه وبين محبوبته، وكثرت بينهما الرسائل، حتى علمت أخته بخبره، فوهبته الجارية عطفًا عليه، فبرأ من مرضه.

نبذة عن ابن دأب:

هو عيسى بن يزيد بن دأب الليثي الكناني، اديب وراوي، اشتهر برواية الشعر والأخبار، وكان ممن يعلمون بعلم الأنساب.


شارك المقالة: