قصة قصيدة رأى المجنون فى البيداء كلبا:
أمّا عن مناسبة قصيدة “رأى المجنون في البيداء كلبا” فيروى بأن قيس بن الملوح قد نشأ مع فتاة يقال لها ليلى العامرية، وكبر معها وأحبها حبًا شديدًا، وهي أحبته أيضًا، وقد قال فيها العديد من القصائد التي تعبر عن حبه لها، فاشتهر خبر حبهما في حي بني عامر، وعندما أراد أن يتزوج منها، وذهب إلى والدها لكي يخطبها منه، رفض أباها ذلك لأنّه في عادات العرب حينها كانت لا تُزَوج فتاة من شاب قال فيها شعرًا وتشبب فيها، وزوجها والدها من رجل آخر.
ولأنّ قيس لم يستطع الزواج من محبوبته، ظل حزينًا عليها وعلى عشقه الذي فقده وغادر عنه، وأصبح يقول الشعر فيها وهو هائم على وجهه في الصحراء، واشتهر خبر حبه لها في كافة المدن العربية في حينها، كما اشتهر بمجنون بني عامر، لأن تصرفاته أصبحت كتصرفات المجانين.
وفي يوم من الأيام كان قيس يسير مع بعض من رفاقه، وبينما هم في مسيرهم، رأى قيس كلبًا صغيرًا فأمسك به، ووضعه في حضنه، وبدأ يمسح عليه بعطف وحنان، فاستغرب رفاقه مما يفعل ولاموه على ذلك، فأنشدهم مستنكرًا عليهم انكارهم عليه ما يفعل مع هذا الكلب، قائلًا:
رأىَ المجنون فى البيداء كلبا
فمـدَّ له مِـن الإحسان ذيـلا
فلامـوه عـلى مـا كــان مـنه
وقالوا لم منحت الكلب نَـيلا
فـقال دعوا الملامة إنَّ عينى
رأتـه مــرّة فـى حـىّ ليــلىَ
نبذة عن الشاعر قيس بن الملوح:
هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، لقب بمجنون ليلى، ولد في عام أربعة وعشرون للهجرة في ديار بني عامر في نجد، وعاش في فترة خلافة الخليفة الأموي مروان بن الحكم، والخليفة عبد الملك بن مروان.
لم يكن مجنونًا، ولكنّه لقب بذلك بسبب هيامه بليلى العامرية، فبعد أن رفضه أهلها هام على وجهه ينشد الأشعار فيها.
هو أحد القيسيين المتيمين، والآخر هو قيس بن الذريح، توفي قيس بن الملوح في عام ثمانية وستون للهجرة.