قصة قصيدة رأيتك إن أزمعتم اليوم نية

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة رأيتك إن أزمعتم اليوم نية

أمّا عن مناسبة قصيدة “رأيتك إن أزمعتم اليوم نية” فيروى بأن قوم مالك بن الحرث قد نزلوا في يوم من الأيام على مكان كثير العشب، وأقاموا هنالك، وكان بالقرب من المكان الذي نزل القوم عليه ماء يأخذون منها ماءهم، وفي يوم تجمع أهل القوم جميعهم عند الماء للسقاية، فقام مالك بالوقوف وراء الإبل، وتخفى، وأخذ ينتظر جنوب لكي تمر، وبعد طول انتظار منه أتت جنوب، فأخذ بلجام ناقتها، وأخذ ينشد قائلًا:

رأيتك إن أزمعتم اليوم نية
وغالك مصطاف الحمى ومرابعه

أترعين ما استودعت أم أنت كالذي
إذا ما نأى هانت عليه ودائعه

فأخذت جنوب تبكي، ومن ثم قالت له: والله إني أرعى الله في كل أمري، ولا تهون ودائعه عندي أبدًا، فتركها مالك وانصرف وهو ينشد قائلًا:

ألا إن ورداً دونه قلة الحمى
مني النفس لو كانت تنال شرائعه

فلا أنا فيما صدني عنه طامع
ولا ارتجى وصل الذي هو قاطعه

وكيف ومن دون الورد عوائق
وأجنح حال ما أحب ومانعه

ومن ثم انصرف من عند الماء، وتوجه عائدًا إلى منزله، وفي الليل لم يستطع أن ينام، وفي الصباح خرج من منزله، وركب على حصانه، وخرج إلى البر بجانب القوم لكي يخرج ما في صدره من ألم ووجع، وبينما هو في مسيره، أحس بالتعب فوقف على ماء ليستريح، وبينما هو جالس سمع رجل يشتكي إلى رجل آخر ثقل رأسه وضعف سمعه، فقال له من كان ينصت له: منذ كم أصابك؟، فقال له: منذ يوم أمس، فقال له: والله إن هذا من الهواء الذي كان في الأمس، فإنه من الجنوب، وإن هواء الجنوب ضار، وعندما انتهى الاثنان من كلامهما، قال لهما مالك: إي والله، والله إنه لا يوجد أضر من هواها، ومن ثم سقط على الأرض مغشيًا عليه، فحمله من كانوا عنده، وأعادوه إلى القوم، فأقام هنالك يومان، ومن ثم مات.

نبذة عن مالك بن الحرث

هو مالك بن الحرث بن الصمصامة بن أخرش الجعدي من بني أخرش أخو ذي الرمة، كان قد اشتهر بشجاعته، توفي عن عمر الثمانية وعشرون.


شارك المقالة: