قصة قصيدة رأيت في النوم أني راكب فرسا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة رأيت في النوم أني راكب فرسا

أمّا عن مناسبة قصيدة “رأيت في النوم أني راكب فرسا” فيروى بأنه في العصر العباسي، كان في حلب شاعر عباسي النسب اسمه محمد بن علي بن صالح، وكان هذا الشاعر يلقب بالحماحمي، ويقال بأنه من بعد إبراهيم المهدي والعباس بن الحسن العلوي لم يأتي أحد أفضل من الحماحمي في شعر الغزل، ومن بديع شعره في الغزل قوله:

كم موقف لي بباب الجسر أذكره
بل لست أنسى، أينسى نفسه أحد

نزهت عيني في حسن الوجوه به
حتى أصاب بعيني عيني الحسد

وبالإضافة لإجادته الغزل في شعره، فقد كان أيضًا كثير الهجاء، ومن شعره في الهجاء:

يا رياح بن عُقبةَ بن أبي رَمْثةَ
يا شرَّ منْ حوته الرجالُ

قد نزلنا عليكَ أمسِ سماناً
وغداً نغتدي ونحنُ هِزالُ

لا سقى الغيثُ كفرَ تُوثا بلاداً
لا ولا أهلها ولا الأطلالُ

كما أنه كان يمدح الناس في شعره، ويروى بأنه في يوم من الأيام خرج الحماحمي من بيته، وتوجه إلى مجلس علي بن يحيى الأرميني، وكان هدفه من زيارته في مجلسه أن يقوم بمدحه، فينول شيئًا منه، ودخل إلى مجلسه، وأراد أن يخرج بصورة جديدة في المدح، فأخذ ينشد قائلًا:

رأيت في النوم أني راكب فرسا
ولي وصيف وفي كفي دنانير

فقال قوم لهم حذق ومعرفة
رأيت خيرا ، وللأحلام تعبير

رؤياك فسر غدا عند الأمير تجد
تعبير ذاك وفي الفأل التباشير

فجئت مستبشرا مستشعرا فرحا
وعند مثلك لي بالفعل تيسيـر

ولكن علي بن يحيى الأرميني الذي كان ظريفًا، قال له: ما هي إلا أضغاث أحلام، وما أنا بتأويل الأحوال من العالمين، ومن ثم أمر له بكل شيء ذكره في قصيدته، ورآه في منامه.

نبذة عن محمد بن علي الحماحمي

هو محمد بن علي بن إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ويقال بأنه  لقب بالحُماحمي لأنه مر في يوم من الأيام به إنسان يبيع الحُماحم فصاح به: يا حُماحمي يا حماحمي، فلقبه الناس بذلك.


شارك المقالة: