قصة قصيدة رب وعد منك لا أنساه لي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة رب وعد منك لا أنساه لي

أمّا عن مناسبة قصيدة “رب وعد منك لا أنساه لي” فيروى بأنّ محمد بن أمية كان في يوم من الأيام جالسًا بين يدي إبراهيم بن المهدي، وبينما هما جالسان، دخل الشاعر أبو العتاهية، وكان متنسكًا، يرتدي ملابس من الصوف، وكان قد ترك الشعر، فلم يعد يقول الشعر إلا في الزهد، فسرّ إبراهيم به، وأجلسه إلى جانبه، فقال له أبو العتاهية: أيها الأمير، لقد وصل إلي خبر بأن أحد الرجال من مواليك، ويدعى بابن أمية، وبأنه يقول الشعر، وقد أنشد لي أحد شيئًا من شعره فأعجبني، فماذا فعل؟، وعندها ضحك إبراهيم بن المهدي، وقال له: لعل من تسأل عنه يكون من أقرب الحاضرين مجلسًا منك.

فالتفت أبو العتاهية إلى محمد بن أمية، وقال له: فديتك، أنت من أسأل عنه، فلم يعرف محمد بماذا يجيبه، وخجل، ومن ثم قال له: أنا من تسأل عني، جعلت فداءك، وأما ما سمعت من شعري، فإنّي شاب أعبث بالبيت والبيتين والثلاثة، كمثل غيري من الشباب، فقال له أبو العتاهية: فديتك، فإن ذلك والله زمان الشعر وغبائه، وما قد قيل في ذلك الزمن لهو غرره وعيونه، وما قد قلت أنت لهو أبلغ وأملح، وبقي يمدح بابن أمية حتى أنس منه، ثم توجه إلى الأمير وقال له: إن رأيت أكرمك الله أن تأمره بأن ينشدني شيئًا من شعره، فتوجه الأمير إلى محمد بن أمية وطلب منه أن ينشد شيئًا من الشعر، فأنشد محمد قائلًا:

رب وعد مِنْك لَا أنساه لي
وَاجِب الشُّكْر وَإِن لم تفعل

اقْطَعْ الدَّهْر بوعد حسن
واجلي كربَة مَا تنجلي

كلما املت يَوْمًا صَالحا
عرض الْمَكْرُوه دون الأمل

وارى الْأَيَّام لَا تدنى الَّذِي
ارتجي مِنْك وتدنى اجلي

فبكى أبو العتاهية حتى سالت دموعه على لحيته وبدأ يعيد البيت الأخير من القصيدة وهو يبكي، ومن ثم قام وخرج من المجلس وهو يعيد ويبكي حتى خرج من الباب.

نبذة عن محمد بن أمية

هو محمد بن أمية بن أبي أمية البصري، من شعراء العصر العباسي الأول، ولد في مدينة البصرة، ومن ثم انتقل إلى بغداد، وهنالك اتصل بالخلفاء العباسيين.


شارك المقالة: