قصة قصيدة رحن في الوشي وأصبحن

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة رحن في الوشي وأصبحن

أمّا عن مناسبة قصيدة “رحن في الوشي وأصبحن” فيروى بأن الخليفة العباسي المهدي أبو عبد الله محمد بن عبد الله قد قرر أن يزيح ابنه الهادي عن ولاية عهده، ويعطيها لهارون الرشيد، فبعث إلى ابنه لكي يأتي إليه، ولكن ابنه قام بضرب الرسول الذي بعث من أبيه، ورفض أن يذهب إليه، وعندما وصل خبر ذلك إلى المهدي، خرج يريد أن يذهب إلى ابنه، وبينما هو في طريقه إليه، وصل إلى منطقة يقال لها ماسبذان، فنزل فيها لكي يرتاح هو ومن معه، وجلس يتناول الطعام، وعندما انتهى قال لأصحابه: إني داخل لكي أنام، فلا يوقظني منكم أحد حتى استيقظ لوحدي، ودخل، فنام من معه، واستيقظوا على صوته وهو يبكي، فأسرعوا إلى غرفته، وطرقوا عليه بابه، فقال لهم: لقد وقف عند بابي أحد وقال:

كأني بهذا القصر قد باد أهله
وأوحش منـه ربعـه ومنـازلـه

وصار عميدَ القوم من بعد بهجة
وملك إلى قبـر عليـه جنـادلـه

فلم يبق إلا ذكـره وحـديثـه
تنـادي عليه معـولات حـلائله

وبقي بغد ذلك عشرة أيام، ومن ثم مات، وقد قيل بان سبب موته هو ان بينما كان يصطاد، قامت كلابه بمطاردة غزال، وتبعوه حتى دخل إلى غرفة مهجورة، فقامت الكلاب باللحاق به إلى الغرفة، ودخل المدي من بعدهم وهو على حصانه، فضرب رأسه بالباب، ومات من فوره.

وقيل بأنه كان عنده جارية يحبها أكثر من سواها، وأدى ذلك لغيرة باقي الجواري منها، وكان من بين الجواري جارية كانت قد كرهت الجارية والخليفة معًا، فقامت في يوم بإعطاء الجارية الأخرى سلة من الكمثري، وكانت تعلم بحب الخليفة للكمثري، وأخبرتها بأن تعطيها له لكي تحظى عنده بمزيد من الحب، فدخلت الجارية ومعها الكمثري، فتناول الخليفة أحسنها، وتناولها، وعندما وصلت إلى جوفه، أخذ يصيح جوفي جوفي، فسمعته الجارية، وركضت صوبه وهي تصيح وتضرب على وجهها وتقول: أردت القرب منك فقتلتك، ومات الخليفة من فوره، فأنشد أبو العتاهية في خبر ذلك قائلًا:

رُحنَ في الوَشيِ وَأَصبَحنَ
عَلَيهِنَّ المُسوحُ

كُلُّ نَطّاحٍ مِنَ الدَهرِ
لَهُ يَومٌ نَطوحُ

نُح عَلى نَفسِكَ يا مِس
كينُ إِن كُنتَ تَنوحُ

لَتَموتَنَّ وَإِن عُمِرتَ
ما عُمِّرَ نوحُ

نبذة عن أبو العتاهية

هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي، من شعراء العصر العباسي، أحد المبدعين في الشعر، اتصل بالعديد من الخلفاء العباسيين، ولد في عين تمر، ومن ثم انتقل إلى الكوفة، ومن ثم انتقل إلى بغداد ومات فيها.


شارك المقالة: