قصة قصيدة رمل هل تذكرين يوم غزال:
أمّا عن مناسبة قصيدة “رمل هل تذكرين يوم غزال” فيروى بأن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في يوم رأى رملة بنت معاوية بن أبي سفيان في السوق، فأخذ يتشبب بها ويقول فيها الشعر، وكان مما قال فيها:
رملُ هل تذكرين يوم غزال
إذ قطعنا مسيرنا بالتمنِّي
إذ تقولين عمرَك اللهُ هل شيئاً
وإن جلَّ سوف يسلِّيك عني
أم هل أُطعمتُ منكم يابن حسّانَ
كما قد أراك أُطمعتَ مني
ووصل ما قال فيها إلى أخيها يزيد بن معاوية، فغضب من ذلك غضبًا شديدًا ودخل إلى مجلس أبيه وأخبره بما سمع، قائلًا: ألم تسمع ما قال هذا العلج من أهل المدينة، فهو يتشبب بأختي ويتهكم بأعراضنا، فقال له أباه: ومن هو؟، فقال له يزيد: هو عبد الرحمن بن حسان، فقال معاوية: وماذا قال؟، فأنشده ما أنشد عبد الرحمن في أمية، فقال معاوية: يا بني، إنه ليس هنا الآن، فاصبر حتى يأتي وفد أهل المدينة، وحينها ذكرني به.
وعندما أتى وفد أهل المدينة، دخل يزيد إلى أباه وذكره بعبد الرحمن، وعندما دخلوا إليه، قال له: يا عبد الرحمن، لقد وصلني أنك قلت الشعر بابنتي رملة، فقال له عبد الرحمن: نعم يا مولاي، ولو أنّي أعلم بأن هنالك فتاة أشرف منها لأقول بها الشعر لذكرتها، فقال له معاوية: وأين أنت من هند أختها؟، فقال له عبد الرحمن: والله لا أعلم بأن لها أختًا، فقال له معاوية: نعم إن لها أختًا.
وكان أمير المؤمنين يريد أن يقول عبد الرحمن الشعر في هند، وبذلك يكذب نفسه، فيظهر كاذبًا أمام الناس، وبالفعل حصل مثلما أراد، فعندما قال عبد الرحمن قصيدة يمدح بها هند، كذبه الناس.
نبذة عن الشاعر عبد الرحمن بن حسان:
هو عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي، وهو شاعر ابن شاعر، فأباه هو حسان بن ثابت الصحابي الجليل وشاعر الرسول صل الله عليه وسلم، ولد في عام ستمائة وثلاثون ميلادي في المدينة المنورة، وتوفي فيها في عام سبعمائة وعشرون ميلادي.