قصة قصيدة - زينب ما ذنبي وماذا الذي

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر حماد عجرد:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو حماد بن يحيى ولد في الكوفة ويكنى أبا عمرو، يعد شاعرًا من شعراء المخضرمين؛ لأنَّه عاش في العصرين العباسي والأموي، فكانت معظم أغراضيه الشعرية بالهجاء والغزل وأيضاً وصف الطبيعة.

ما لا تعرف عن قصة قصيدة “زينب ما ذنبي وماذا الذي”:

أمَّا عن قصة قصيدة “زينب ما ذنبي وماذا الذي” أتجه حماد عجرد إلى البصرة عند محمد بن أبي العباس وأقام عنه وكان محمد يحب فتاة تدعى زينب بنت سليمان بن علي وقد أحبها من لحظة مجيئه إلى البصرة حيث وضعه عمه أبو جعفر المنصور أميرًا عليها.

فتقدم لخطبتها ولم يوافق أهلها على ذلك؛ بسبب خلل كان في عقله، وكان حماد مرافق لمحمد بن أبي العباس فنصحهُ بإن يقول فيها شعرًا ولكن محمد لم يكن من الشعراء، فتغزل بها حماد عجرد على لسان محمد بقصيدة رددت على ألسنة جميع أهل البصرة قال فيها:

زَينَبُ ما ذَنبي وَماذا الَّذي
عُصيتُمُ فيهِ وَلَم تُغضَبوا

وَاللَّه ما أَعرِفُ لي عِندَكُم
ذَنباً فَفيمَ الهَجرُ يا زَينَبُ

إن كُنتُ قَد أَغضَبتُكُم ضَلَّةً
فَاِستَعتِبوني إِنَّني أُعتِبُ

عودوا عَلى جَهلي بِأَحلامِكُم
إِنّي وَإِن لم أُذنِبِ المُذنِبُ

فسمع أخو زينب محمد بن سليمان بهذه القصيدة التي ترددت على ألسنة الجميع وطلب قتل حماد بسببها، ولكنه لم يستطع؛ وذلك لمكانة حماد عجرد عند الأمير محمد بن أبي العباس.

وعندما توفي الأمير محمد بن أبي العباس طلب محمد بن سليمان حماد لكي يقتله فهرب حماد إلى أبي جعفر المنصور وأقام عنده وخلال تلك الفترة كتب العديد من القصائد يمدح فيها محمد بن سليمان لعله يرضى عليه ومن ذلك، قوله:

يا بن عمِّ النَّبيَّ وابن النبيَّ
لعليَّ إذا انتـَمَـى وعليَّ

أنتَ بدرُ الدُّجى المُضِيءُ إذا أظْلمَ
واسودَّ كلُّ بـدرٍ مُـضِـيَّ

وحيا الناس في المحول إذا لم
يجد غيث الربيع والوسمي

إن مولاك قد أساء ومن أعتب
من ذنبه فغير مسي

ثم قد جاء تائباً فاقبل التوبة
منه يابن الوصي الرضي

ولكن محمد بن سليمان لم يرضى عليه وبقي يلاحقه لكي يقتله فاستجارَ أبو جعفر المنصور فأجاره ولكنه طلب منه أن يهجو محمد بن سليمان فقال فيه:

قل لوجه الخصي ذي العار إني
 سوف أهدي لزينب الأشعـارا

قد لعمري فررت من شد الخوف
وأنكرت صاحبي نـهـارا

وظننت القبور تمـنـع جـارا
 فاستجرت التراب والأحجـارا

كنت عند استجارتي بأبـي ايوب
أبغي ضلالة وخـسـارا

لم يجرني ولم أجد فيه حـظـا
 أضرم الله ذلك القـبـر نـارا

كما قال فيه أيضاً:

يا بن سليمان يا مـحـمـد يا
 من يشتري المكرمات بالسمن

إن فخرت هاشم بمـكـرمة
 فخرت بالشحم منك والعكـن

لؤمك بـاد لـمـن يراك إذا
 أقبلت في العارضين والذقن

ليتك إذ كنت ضيقـا نـكـرا
 لم تدع من هاشم ولم تـكـن

جداك جدان لم تعب بـهـمـا
 لكنما العيب منك في البـدن

فسمع محمد بن سليمان بما قيل عنه، وقال: والله لن يهرب مني أبدًا!، والله لن أعفو عنه ولن أنسى ما قال عني!.

ثم هرب حماد عجرد وأقام في منطقة الأهواز مختبئًا ووصل خبر ذلك إلى محمد بن سليمان فأرسل أحدًا في أثره حتى وجده وقتله.





شارك المقالة: