قصة قصيدة سألت الندى والجود حران أنتما 

اقرأ في هذا المقال


يقصد الشعراء كبار القوم فيمدحونهم بقصائد لعلهم ينالون شيئًا منهم، ومن ذلك قصة شاعرنا لهذا اليوم الذي مدح خالد بن يزيد بشعر، فنال أكثر مما كان يأمل.

من هو قائل القصيدة؟

هو شاعر من شعراء العصر الأموي، لم يرد ذكر اسمه في التاريخ بسبب قلة أخباره وشعره.

قصة قصيدة سألت الندى والجود حران أنتما

أما عن مناسبة قصيدة “سألت الندى والجود حران أنتما” فيروى بأن أحد الشعراء دخل في يوم من الأيام إلى مجلس خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ووقف بين يديه، ورد عليه السلام، فرد عليه خالد بن يزيد سلامه، ورحب به، وأجلسه، وبينما هما جالسان، أنشد هذا الشاعر أبياتًا من الشعر يمدحه فيها، قائلًا:

سألت الندى والجود حرّان أنتما
فقالا يقيناً إنّنا لعبيدُ

فقلت ومن مولاكما فتطاولا
إليَّ وقالا خالد بن يزيد

يمدح الشاعر كرم خالد بن يزيد، قائلًا بأنه حينما سأل الجود والكرم إن كانا حران أم عبيدًا، فردا عليه بأنهما عبيد لخالد بن يزيد من شدة كرمه.

فسر خالد بما سمع منه، واستدعى غلامًا من غلمانه، وأمره أن يعطي هذا الشاعر مائة ألف درهم، ومن ثم التفت إلى الشاعر، وقال له: إن زدتنا شيئًا من شعرك زدناك، فأخذ الشاعر ينشد قائلًا:

كريمٌ كريمُ الأمهات مهذّبٌ
تدفَّق كفّاه الندى وشمائله

هو البحر من أي الجهات أتيته
فلجته المعروف والجود ساحله

جوادٌ بسيط الكفّ حتى لو أنّه
دعاها لقبضٍ لم تجبه أنامله

فأمر خالد غلامه أن يعطيه مائة ألف درهم، ومن ثم التفت إليه مرة أخرى، وقال له: إن أنشدتنا شيئًا سوى هذا أعطيناك مثلها، فأخذ الشاعر ينشد قائلًا:

تبرَّعت لي بالجود حتى نعشتني
وأعطيتني حتى حسبتك تلعبُ

وأنبتَّ ريشا في الجناحين بعدما
تساقط منيّ الريش أو كاد يذهب

فأنت الندى وابن الندى وأخو الندى
حليف الندى ما للندى عنك مذهب

فأمر خالد الغلام أن يعطيه مائة ألف درهم، ومن ثم التفت إليه مرة أخرى، وقال له: إن أنشدتنا شيئًا سوى هذا أعطيناك مثلها، فقال له الشاعر: يكفيني ما أخذت منك، ويكفيك ما سمعت مني، وأخذ الثلاثمائة ألف درهم، وانصرف.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل شاعر إلى مجلس خالد بن يزيد، ومدحه بأبيات من الشعر، فأكرمه، وطلب منه أن يزيده، فمدحه مرة أخرى، فأكرمه، وطلب منه أن يزيده، فمدحه ثالثة، فأكرمه، وأخذ المال، وانصرف من مجلسه.


شارك المقالة: