قصة قصيدة - سجل أنا عربي

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر محمود درويش:

أمَّا عن التعريف بالشاعر محمود درويش: فهو محمود درويش ولد في عام 1941 للميلاد بفلسطين في قرية البروة في عهد الانتداب البريطاني، وهو من شعراء الصمود وأهم شعراء العرب وفلسطين، حيث ارتبط اسمه بشعر الثورة والقضية الفلسطينية.

وأمَّا عن مؤلفات محمود دروش:

  • عصافير بلا أجنحه.
  • حالة حصار.
  • يوميات الحزن العادي.

قصة قصيدة ” سجل أنا عربي “:

بدأت هذه القصة عندما ذهب الشاعر الكبير وهو شاب إلى وزارة الداخلية لكي يجدد بطاقة هويته، فكان هناك موظف يهتم بتقديم الطلبات مثل تعبئة تاريخ الولادة ومكان السكن وغيرها، كان هناك موظف من جنود الاحتلال الإسرائيلي فسألهُ: ما هي قوميتك؟، فرد عليه: ” عربي” وعاود السؤال لمحمود درويش وكان بنبرة استنكار، فرد عليه: سجل أنا عربي.

خرج محمود درويش من الوزارة الداخلية وقد دارت هذه الكلمات في باله فبدأ بتنظيم قصيدة على قصاصة ورق وهو عائد إلى البيت، فالقصيدة هذه تشبه الاستمارة التي تم تعبئتها عند الموظف.

كتب القصيدة كما رد على الموظف الإسرائيلي فأصبح يحشد في القصيدة كل ما يغيظ هذا الموظف وصار يطور بطاقة هويته الشخصية لتصبح بطاقة هوية جماعية فذكر فيها الشّعر الأسود وأيضاً كفه كالصخر وذكر أيضاً عدد أولاده ثمانية، فكتب قصيدة يصف فيها هذا الموقف، قائلاً:

سجِّل
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟

سجِّلْ
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟

سجل
أنا عربي
أنا اسم بلا لقبِ
صَبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفَوْرةِ الغضبِ
جذوري
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نُجُبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يُعَلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل تُرضيكَ منزلتي؟
أنا اسم بلا لقبِ!

سجِّل!
أنا عربي
سلبتُ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ…
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا!؟
إذنْ
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!



شارك المقالة: