نقص عليكم اليوم شيئًا من تاريخ مدينة دمشق، والذي جعل العديد من الشعراء العرب يتغنون بها وبجمالها.
من هو أحمد شوقي؟
هو أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك، شاعر وأديب، ولد في القاهرة في مصر.
قصة قصيدة سلام من صبا بردى أرق
أما عن مناسبة قصيدة “سلام من صبا بردى أرق” فيروى بأن اسم مدينة دمشق مشتق من الكلمة التي كان يطلقها عليها الأراميون وهي درمسق أو درمسوق التي كان يطلقها عليها السريانيون، ومعناها في اللغة الهيروغليفية الأرض المزهرة أو الحديقة المزهرة، فهي تعتبر واحدة من أجمل المدن في البلدان العربية، وقد كانت في العصر الأموي عاصمة الدولة الإسلامية، وبقيت هذه المدينة مضيئة لما يزيد عن الأربع آلاف سنة، فجمعت بين جميع الثقافات والحضارات التي مرت عليها منذ نشأتها.
وتميزت مدينة دمشق بطبيعة خاصة جعلت من كل من عاش فيها أو زارها يعشقها، فكان كل شاعر يزور هذه المدينة يتغنى بجمالها بأجمل الأشعار، ولكن وفي الفترة الأخيرة تردت الأحوال في هذه المدينة الشامخة بسبب سوء الأوضاع الأمنية والسياسية هنالك، فحل بها الخراب محل العمار، ولكنها وعلى الرغم من ذلك ستبقى في التاريخ المدينة النيرة التي تغنى بها الشعراء والأدباء من كافة أنحاء الوطن العربي، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر أحمد شوقي الذي أنشد فيها العديد من القصائد التي سوف تخلد في التاريخ، ومن هذه القصائد قصيدته التي قال بها:
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ
وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
يبعث الشاعر لمدينة دمشق سلام محمل على ريح الصبا آت من نهر بردى، محمل بالدموع الغزيرة على ما حصل بهذه المدينة.
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي
جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي
إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي
جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ
وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ
وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري
وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ
وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ
لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ
عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ
وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ
رُواةُ قَصائِدي فَاعجَب لِشِعرٍ
بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ
غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ
أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ
الخلاصة: تعتبر مدينة دمشق واحدة من أجمل المدن العربية، وهي مدينة لها تاريخ عريق امتد على مر أربع آلاف سنة.