قصة قصيدة سليمى أزمعت بيننا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة سليمى أزمعت بيننا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “سليمى أزمعت بيننا” فيروى بأنّه في أيام التابعين كان هنالك رجل يقال له ابن عائشة، وقد اشتهر ابن عائشة بصوته الجميل، وفي يوم من الأيام قرر ابن عائشة أن يذهب إلى بيت الشاعر، ويأخذ منه بعضًا من أبيات الشعر لكي يغنيها، وبالفعل قام ابن عائشة وارتدى أفضل ما عنده من ملابس، وخرج من منزله، وتوجه إلى منزل عروة بن أذينة، وطرق بابه، فخرج إليه عروة وأدخله، وأجلسه، وأكرمه خير إكرام، وجلسا مع بعضهما يتحدثان، وبينما هما يتحدثان، قال له ابن عائشة: أريد أن تقول لي بعضًا من شعرك، على أن يكون هزجًا، فإنّي أريد أن أغنيها، فقال له عروة: حسنًا، ومن ثم أنشد قائلًا:

سُلَيمى أَزمَعَت بَينا
فَأَينَ تَقولُها أَينا

وَقَد قالَت لِأَترابٍ
لَها زُهرٍ تَلاقَينا

تَعالَينَ فَقَد طابَ
لَنا العَيشَ تَعالَينا

وَغابَ البَرَمُ اللَيلَــةَ
وَالعَينُ فَلا عَينا

فَأَقبَلنَ إِلَيها مُســرِعاتٍ
يَتَهادَينا

إِلى مِثلِ مَهاةِ الرَمــلِ
تَكسو المَجلِسَ الزّينا

إَلى خَودٍ مُنَعَّمَةٍ
حَفَفنَ بِها وَفَدَّينا

تَمَّنَينَ مُناهُنَّ
فَكُنّا ما تَمَنَّينا

فَبَينا ذاكَ سُلَّمتُ
فَرَحّبنَ وَفَدَّينا

وبعد أن انتهى عروة بن أذينة من إلقاء الشعر، قام أبو عائشة، بأخذ الأبيات، ووضع لها لحنًا جميلًا، وغناها، فأعجب عروة بن أذينة بصوته، وبكيفية إنشاده لأبياته، وسمح له بأن يغنيها أينما أراد، فشكره أبو عائشة على ذلك، واستأذن منه، وغادر عائدًا إلى بيته، فرحًا بالأبيات التي أخذها منه.

نبذة عن عروة بن أذينة:

هو أبو عامر عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن زحل بن يعمر الليثي الكناني، لقب بأذينة، ولد في المدينة المنورة ونشأ فيها، ثم انتقل إلى البصرة في العراق وأقام فيها، وهو من التابعين، شاعر اشتهر بشعر المدح والغزل، وهو محدث وفقيه، وكان من الرجال الثقة في نقل حديث رسول الله صل الله عليه وسلم.

روى عنه الحديث مالك بن أنس وعبيد الله بن عمر العدوي، وكان جده مالك بن الحارث قد روى الحديث عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.


شارك المقالة: