قصة قصيدة سما بجودك جود الناس كلهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة سما بجودك جود الناس كلهم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “سما بجودك جود الناس كلهم” فيروى بأنه كان لمعن بن زائدة شاعر يأتي مجلسه كل يوم، ولا ينقطع عنه أبدًا، وفي يوم انقطع عن المجلس، وبقي على هذه الحال أيامًا عديدة، لا يأتي إلى مجلس الأمير، حتى أنّ الأمير في يوم سأل عنه، فأخره رجاله أنهم لا يعرفون خبره، فأمر أحدهم أن يذهب إلى بيته ويحضره له، فذهب الرجل إلى بيت الشاعر، وطرق بابه، وعندما خرج له أخبره بأن الأمير يريد لقائه، فدخل الشاعر إلى بيته وارتدى أحسن ملابسه، وتوجه من فوره إلى مجلس معن بن زائدة، وعندما دخل عليه، وسلم عليه، قال له معن: ما الذي أبطأك؟، فقال له الشاعر: لقد رزقني ربي بغلام، فقال له معن: وماذا سميته، فأنشد الشاعر قائلًا:

سميت معناً بمعن ثم قلت له
هذا سمي عقيد المجد والجود

فقال معن لغلام من غلمانه: يا غلام، أعطه ألف دينار، ثم قال للشاعر أنشد بيتًا آخر، فوقف الشاعر وأنشد قائلًا:

سَمَــا بِجُودكَ جُودُ النَّاسِ كُلهُم
فَصَارَ جُودُكَ مِحرابُ الأجاويدِ

فقال معن لغلامه: يا غلام أحظر ألف دينار وأعطها له، فأحظر ألف دينار وأعطاها للشاعر، ومن ثم قال معن للشاعر: أنشد بيتًا آخر، فوقف الشاعر وأنشد قائلًا:

أَنْتَ الجوادُ وَمِنْكَ الجُودُ أولهُ
فَإنْ فُقِدْتَ فَمَــا جُودٌ بِمَوجودِ

فقال معن لغلامه: يا غلام، أحظر له ألف دينار أخرى، فأحظرها الغلام وأعطاها للشاعر، ومن ثم قال للشاعر: أنشد بيتًا آخر، فوقف الشاعر وأنشد قائلًا:

مِنْ نُورِ وَجهِك تُضْحِي الأرضُ مُشرِقةً
ومِنْ بِنَانِكَ يَجري المـــاءُ في العُودِ

فقال للغلام: يا غلام، أعطه ألف دينار، ومن ثم قال للشاعر: قل بيتًا آخر، فقال له غلامه: يا مولاي قبل أن يقول بيتًا آخر، والله إنّه لم يبق عندك شيئًا من المال سوى الذي أعطيته لهذا الشاعر، فاعتذر معن بن زائدة للشاعر لأنّه لا يوجد مال لكي يعطيه إياه، فشكره الشاعر على كرمه، وانصرف عائدًا إلى منزله.

حالة الشاعر عندما أنشد هذا البيت:

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذا البيت الإعجاب الشديد بكرم وجود معن بن زائدة، وتعظيمه على كرم ما سواه من الناس، وبأنّ القليل من كرم معن هو أفضل ما يمكن لأجاويد الناس الكرام ان يقدمونه.


شارك المقالة: