قصة قصيدة شجاع لجاع كاتب لاتب معا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة شجاع لجاع كاتب لاتب معا

أمّا عن مناسبة قصيدة “شجاع لجاع كاتب لاتب معا” فيروى بأن شجاع بن القاسم كان كاتب الأمير أوتامش، وكان شجاع لا يعرف القراءة والكتابة، وبدلًا  من ذلك كان يعلم بعض العلامات التي يكتبها في التواقيع، وكان أكثر كلامه يحتوي على الأخطاء، وفي يوم من الأيام قام ابن عمار بعمل بعض الأبيات من الشعر التي لا تحمل أي معنى، واتفق مع أحد أصدقائه من بني هاشم على أن يقوم بإنشاده أمام الشجاع بن القاسم، ويعرفه بأنه مدح فيه، وضمن له إن فعل ذلك بأن يعطيه ألف درهم، فوافق الهاشمي على فعل لك، ودخل على مجلس الشجاع بن القاسم، ووقف بين يديه، وقال له: أيها الوزير، إني لا أعرف الشعر، وليس من صنعتي أن أقوله، ولكنك أحسنت إلي وإلى أهلي بما يستوجب علي أن أشكرك عليه، فاسمح لي أن أنشدك بعض الأبيات، كتبتها مدحًا لك، فقال له ابن القاسم: هات، أسمعني ما عندك، فأنشد الأبيات قائلًا:

شجاع لجاع كاتب لاتب معا
كجلمود صخر حطه السيل من عل

خبيص لبيص مستمر مقوم
كثير أثير ذو شمال مهذب

بليغ لبيغ كلما شئت قلته
فإن كنت مسكاتا عن القول فاسكت

فطين لطين آمر لك زاجر
حصيف لصيف كل ذلك يعلم

أريب لبيب فيه فهم وعفة
عليم بشعر حين أنشد يشهد

كريم حليم قابض متباسط
إذا جئته يوما إلى البذل يسمح

ودخل إلى الخليفة أبو العباس أحمد بن المعتصم بن الرشيد “المستعين بالله“، وأخرج له صلة عشرة آلاف درهم من عنده، وأمر له بألف درهم في كل شهر، فشكره على ذلك، وخرج من مجلسه وهو مسرور بما قدمه له، وتوجه إلى ابن عمار وقال له: أنت أوصلت ذلك إلي، والله لن آخذ منك شيئا، ولولا اتساعك لوصلتك بما وصلت به.

نبذة عن ابن عمار

هو أبو العباس أحمد بن عمار بن شادي البصري وزير المعتصم، كان يتصف بالعفة والصدق والوقار والهيبة وحبه للخير، وقد كان جده طحانًا، توفي في عام مائتين وأربعون للهجرة تقريبًا.


شارك المقالة: