قصة قصيدة شكا رجل لزوجته هموما
أمّا عن مناسبة قصيدة “شكا رجل لزوجته هموما” فيروى بأنّه كان هنالك رجل متزوج من امرأة، وكانت زوجته شديدة الذكاء والمكر، ولكنها ذات أخلاق حميدة، فهي لا تؤذي أحدًا، وفي يوم من الأيام دخل الرجل إلى البيت وهو حزين، ولم يتكلم معها، بل توجه إلى غرفته وجلس فيها وحيدًا، وعندما رأته زوجته على هذه الحال، أرادت أن تعرف ما به، فتبعته إلى غرفته، وجلست معه، وسألته عما به، وعن سبب حزنه، فأخبرها بأنه لا يستطيع أن يحفظ القرآن، على الرغم من أنه يحاول أن يحفظه، فأخبرته زوجته بأنها سوف تجد له حلًا لكي يتمكن من حفظه، وخرجت من الغرفة.
وبدأت الزوجة تفكر في طريقة لكي تمكن زوجها من حفظ القرآن، وبقيت تفكر طوال اليوم، وطوال الليل، وفي صباح اليوم التالي، ذهبت إلى زوجته وقد وجدت الحل، وجلست معه، وأخبرته بأنه إن تمكن من حفظ القرآن فسوف تزوجه من امرأة أخرى، وأكدت له بأنها لا تمارس عليه أية ألاعيب، وأقسمت له يمينًا إن فعل فسوف تزوجه، وأعطته مهلة سنة كاملة لكي يحفظه، فوافق الزوج وبدأ يحفظ القرآن.
وبعد أقل من سنة دخل الزوج على زوجته، وكان قد حفظ القرآن كاملًا، وأجلسها وأخبرها بذلك، وطلب منه أن تخرج وتبحث له عن زوجة ثانية كما وعدته، ولكنها قالت له بأنّها لم تكن صادقة في قسمها، وبسبب ذلك فسوف تصوم ثلاثة أيام كفارة عن يمينها الكاذب، وأخبرته بأنها فعلت ذلك بسبب حبها له.
شكا رجلٌ لزوجتِه همومًا
فقالَ لها: أرى في الحفظِ عُسرا
فقالتْ: يا حبيبي خُذْ حلولي
وقدْ حاكتْ له في الليلِ أمرا
إذا حفظَ الحبيبُ كتابَ ربّي
فزوجتُهُ تزوّجُهُ بأُخرى
ولمّا حقّقَ المطلوبَ منهُ
وجاءَ لها وفي الكفّينِ بشرى
حفظتُ كتابَ ربّي يا حياتي
فقالتْ: زادَكَ الرّحمنُ قدرا
وقد أقسمتُ لو أتممتَ حفظًا
سأخطُبُ حرّةً حسناءَ بِكرا
ولكنّي رأيتُ الصّومَ يعلو
على النسوانِ إيمانًا وطهرا
فصمتُ ثلاثةً تكفيرَ ذنبٍ
وأسألُ خالقي يعطيكَ أجرا
فهذا يا حبيبي بعضُ حبّي
وبعضُ محبّتي تأتيكَ مكرا
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة التهكم على حال الناس، فه لا يفعلون شيئًا إلا بمقابل.