قصة قصيدة صحبتك إذ عيني عليها غشاوة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة صحبتك إذ عيني عليها غشاوة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “صحبتك إذ عيني عليها غشاوة” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج عبد الملك بن مروان إلى الحج، وعندما انتهى من شعائر الحج، توجه عائدًا إلى دمشق، وصحبه من مكة المكرمة الحارث المخزومي، وعندما وصل إلى دمشق، أظهر أمير المؤمنين جفاوة تجاه الحارث المخزومي، وبقي الحارث يأتي بابه لما يقارب الشهر، ولكن لا يستطيع أن يقابله، فانصرف الحارث، وأنشد في الخليفة قائلًا:

صَحِبتُكَ إِذ عَيني عَلَيها غِشاوَةٌ
فَلَمّا اِنجَلَت قَطَّعتُ نَفسي أُلومُها

وَما بي وَإِن أَقصَيتَني مِن ضَراعَةٍ
وَلا اِفتَقَرَت نَفسي إِلى مَن يَضيمُها

عَطِفتُ عَلَيكَ النَفسَ حَتّى كَأَنَمّا
بِكَفَّيكَ بُؤسي أَو عَليكَ نَعيمُها

وعندا وصل ما قال إلى الخليفة، بعث رجلًا في أثره، ولحق به وأدركه وهو في طريق العودة إلى مكة، وعندما دخل الحارث إلى الخليفة، قال له عبد الملك بن مروان: يا حارث، أخبرني، هل رأيت مني دناءة؟، فقال له الحارث لا والله يا أمير المؤمنين، فقال له الخليفة: إذن ما الذي دعاك لكي تقول عني ما قد قلت؟، فقال له الحارث: جفاء منك تجاهي، فقال له الخليفة: حسنًا اختر واحدة من هذه، إمّا أن أعطيك مائة ألف درهم، أو أقض عنك الدين الذي عليك، وإما أجعلك واليًا على مكة المكرمة، فاختار الحارث أن يكون واليًا على مكة، فلولاه عبد الملك بن مروان عليها.

وبينما هو والي على مكة، حج في سنة من السنين، وفي نفس ذلك العام حجت عائشة بنت طلحة، وكان الحارث يحبها حبًا شديدًا، وفي يوم وحينما حان وقت الصلاة، بعثت له عائشة بأن يؤخر الصلاة حتى تنتهي من الطواف، فبعث إلى المؤذن وأمره بأن يقوم بتأخير الصلاة، فأخرها حتى انتهت عائشة من الطواف، وقام فصلى في الناس، وعندما انتهت عائشة من الحج، بعث إليها الحارث بكتاب يقول لها به: يا ابنة عمي، أريد أن أقابلك، أو وعدًا منك على مجلس أجلس معك فيه، وأتحدث إليك، فبعثت له بكتاب قالت له به: في الغد أقابلك إن شاء الله، وفي المساء جمعت حاجاتها، وغادرت، وعندما وصل خبر رحيلها إلى الحارث، أنشد قائلًا:

ما ضركم لو قلتم سـداداً
إن المطايا عاجل غدها

ولها علينا نعمة سلفـت
لسنا على الأيام نجحدها

لو تممت أسباب نعمتها
تمت بذلك عندنا يدهـا

وقال أيضا:

وما بي وإن أقصيتني من ضراعة
ولا افتقرت نفسي إلى من يهينها

بلى بأبي إني إلـيك لـضـارع
فقير ونفسي ذاك منها يزينـهـا

نبذة عن الحارث المخزومي:

هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، من أهل قريش، اشتهر بشعر الغزل.

المصدر: كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "معجم لسان العرب" تأليف ابن منظوركتاب " شعر الحارث بن خالد المخزومي" تأليف يحيي وهيب الجبوريكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: