قصة قصيدة صحيح البخاري لو أنصفوه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة صحيح البخاري لو أنصفوه

أمّا عن مناسبة قصيدة “صحيح البخاري لو أنصفوه” فيروى بأن الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، كان إمام أهل الحديث في زمانه، وكان مقدمًا على سائر المحدثين والأقران الذين كانوا معه، وقد ولد البخاري في عام مائة وأربعة وتسعون للهجرة، وكان ما زال صغيرًا عندما توفي أباه، فربته أمه، وألهمه الله تعالى حفظ الحديث، وقرأ الكثير من الكتب المشهورة وهو في السادسة عشر من عمره، وقيل بأنه قبل أن يصل إلى الثمانية عشر من عمره كان يحفظ ما يزيد على السبعين ألف حديث.

وعندما أصبح عمره ثمانية عشر عامًا حج إلى بيت الله الحرام، وبقي في مكة المكرمة لكي يطلب الحديث هنالك، ومن بعدها بدأ يتنقل بين البلدان التي يتمكن من الرحلة إليها، لكي يأخذ الحديث من مشايخها، وقد أخذ الحديث عن ما يزيد عن ألف من المشايخ.

وفي يوم من الأيام دخل إلى سمرقند، وجلس مع مشايخها، وبدأ يأخذ عنهم الأحاديث، فوجد أنهم يخلطون أسانيد الشام بأسانيد العراق، ولعبوا بمتون الأحاديث فكانت لا توافق أسانيدها، فقام برد كل هذه الأحاديث إلى أسانيدها الصحيحة، وقوم متونها أيضًا، وفعل مثل ذلك في العراق.

وقد كتب كتابه الصحيح، الذي أجمع جميع علماء المسلمين على صحة ما جاء فيه، الذي قال فيه الفضل بن إسماعيل الجرجاني:

صحيح البخاري لو أنصفوه
لما خط إلا بماء الذهب

هو الفرق بين الهدى والعمى
هو السد بين الفتى والعطب

أسانيد مثل نجوم السماء
أمام متون لها كالشهب

بها قام ميزان دين الرسول
ودان به العجم بعد العرب

حجاب من النار لا شك فيه
يميز بين الرضى والغضب

وستر رقيق إلى المصطفى
ونص مبين لكشف الريب

فيا عالماً أجمع العالمون
على فضل رتبته في الرتب

سبق الأئمة فيما جمعت
وفزت على زعمهم بالقصب

نفيت الضعف من الناقل
ين ومن كان متهماً بالكذب

وأبرزت في حسن ترتيبه
وتبويبه عجباً للعجب

فأعطاك مولاك ما تشتهيه
وأجزل حظك فيما وهب

نبذة عن الفضل بن إسماعيل الجرجاني

هو أبو عامر الفضل بن إسماعيل التميمي الجرجاني، وهو كاتب وأديب وشاعر من خيرة رجال عصره، حسن النظم والنثر.


شارك المقالة: