نبذة عن وضاح اليمن:
أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو عبد الرحمن أو عبد الله بن إسماعيل بن عبد كلال ويقال أنّه من أصل فارسي أو من أصل يمني من آل خولان، لقب بوضاح لوسامة وجماله وبهائه.
يعد وضاح اليمن شاعرًا غزليًا من شعراء العصر الأموي، توفي مقتولاً بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك؛ لأنه على علاقة حب مع زوجته ام البنين بنت عبد العزيز ودفن في صندق داخل غرفتها في سنه “708” ميلادي.
ما لا تعرف عن قصة قصيدة “صدع االبين والتفرق قلبي”:
أمَّا عن قصة قصيدة “صدع االبين والتفرق قلبي” كان وضاح يتغزل بشعره في الكثير من النساء حتى تغزل في يوم بزوجته الخليفة الوليد بن عبد الملك أم البنين بنت عبد العزيز فكتب فيها الكثير من الأشعار وكان يدعي حبها فقال فيها لما سافرت:
صَدَعَ البَينُ والتفَرّقُ قَلبي
وَتَولَّت أُمُّ البَنينِ بِلُّبِّي
ثَوَتِ النَفسُ من الحُمولِ لَدَيها
وَتَولَّى بالجِسمِ منّيَ صَحبي
وَلَقَد قُلتُ وَالمَدامعُ تَجري
بِدُمُوعٍ كَأنَّهَا فَيضُ غَربِ
جَزَعاً لِلفراقِ يَومَ تَوَلَّت
حَسِبيَ الله ذو المَعَارجِ حَسبِي
وقال فيها عندما مرضت:
حتَّامَ نكتُم حُزنَنَا حَتَّامَا
وَعَلامَ نَستَبقي الدُّمُوعَ عَلامَا
إِنَّ الَّذي ِبي قَد تَفَاقَمَ واعتَلَى
وَنَمَا وَزَادَ وَأَورَثَ الأَسقَامَا
قَد أَصبَحَت أُمُّ البَنِينِ مَرِيضَةً
نَخشَى ونُشفِقُ أَن يَكُونَ حِمَامَا
يا رَبِّ مَتِّعنِي بطُولِ بَقَائِها
واجبُر بِها الأَرمَالَ والأَيتَامَا
واجبُر بِها الرَّجُلَ الغَرِيبَ بأَرضِهَا
قَد فَارَقَ الأَحوَالَ والأَعمَامَا
كَم رَاغبِينَ وَرَاهبينَ وَبُؤَّسٍ
عُصِمُوا بِقُربِ جَنَابِها إِعصَامَا
بِجَنَابِ ظَاهِرَةِ الثَّنَا مَحمُودَةٍ
لا يُستَطَاعُ كَلامُها إِعظَامَا
وعندما سمع الوليد بن عبد الملك بما قاله وضاح اليمن من شعر في زوجته أم البنين قرر أن يقتله لكن ابنه عبد العزيز قال له لا تقتله يا أمير المؤمنين، فإن قتلته قال الناس: لم يقتله إلا لاطلاعه على مافعل وضاح مع زوجته وخيانتها له، بل افعل به كما فعل معاوية بأبي دهبل عندما تغزل بابنته وعندما قال له ابنه معاوية عما فعل وطلب منه أن يقتله قال له لا ولكن نحسن له فيستحي ويكف عنا ويكذب ماقال عن ابنتي.
ولكن الوليد لم يقبل ما قاله له عبد العزيز وبقي مصرًا على قتله، وبعث جنوده في طلب وضاح اليمن، وعندما أحضروه أمرهم بوضعه في صندوق ودفنه حيًا فقاموا بذلك.