قصة قصيدة عالي لا تلتد من عالية
أمّا عن مناسبة قصيدة “عالي لا تلتد من عالية” فيروى بأن حاتم طيء في يوم من الأيام أغار على قبيلة بكر بن وائل، وتقاتل معهم، ولكن قبيلة بكر بن وائل هزموه هو وجيشه، وقتلوا من جيشه عددًا كبيرًا، وأسروا جماعة كثيرة، وكان حاتم الطائي من بين الأسرى، وكان موثوقًا عند رجل من عنيزة، وبينما هو في أسره أتته امرأة من القوم يقال لها عالية، وكان معها ناقة، فقالت له: انحر هذه الناقة، فقام إليها وقام بنحرها، وبعد أن أتم تقطيعها قامت المرأة بالصراخ، فأنشد حاتم الطائي قائلًا:
عالي لا تلتدّ من عالية
إنّ الذي أهلكت من ماليه
إنّ ابن أسماء لكم ضامن
حتّى يؤدّي آنسٌ ناويه
لا أفصد الناقة في أنفها
لكنّني أوجرها العالية
إنّي عن الفصد لفي مفخر
يكره منّي المفصد الآلية
والخيل إن شمّص فرسانها
تذكر عند الموت أمثاليه
وأنشد رميض العنزي يفتخر بما فعل قومه في يوم غزوة الطائيين عليهم، وكيف أنهم هزموهم، وأسروا حاتم الطائي، قصيدة قال فيها:
ونحن أسرنا حاتمًا وابن ظالم
فكلٌّ ثوى في قيدنا وهو يخشع
وكعبّ إياد قد أسرنا وبعده
أسرنا أبا حسّان والخيل تطمع
وريّان غادرنا بوجٍّ كأنّه
وأشياعه فيها صريمٌ مصرّع
وقال يحيى بن منصور الذهلي قصيدةً يفتخر بها بما فعل قومه، وبالحروب التي خاضوها، وهي كثيرة وطويلة، وفيها الكثير من الآداب الحسنة، وأول هذه القصيدة:
أمن عرفان منزلةٌ ودارٌ
تعاورها البوارح والسواري
نبذة عن حاتم الطائي
هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي، ولد في نجد في الجزيرة العربية، ونشأ وعاش فيها، وهو شاعر عربي، وسيد قومه، عاش وتوفي قبل الإسلام في عصر الجاهلية، لم يشتهر بسبب شعره بل اشتهر بسبب كرمه الذي لم يكن له مثيل من قبله ولا من بعده، فأصبح مضرب مثل بالكرم.
توفي حاتم الطائي في عام ستة وأربعون قبل الهجرة.