قصة قصيدة عبرنا زمانا على دولة
أمّا عن مناسبة قصيدة “عبرنا زمانا على دولة ” فيروى بأن العباسيين اتفقوا في يوم من الأيام مع أبي مسلم الخراساني على أن يقوموا بثورة ضد الحكم الأموي، وبالفعل قاموا بذلك، وقامت الثورة ضد الحكم الأموي، ونجحوا في الإطاحة بالخليفة الأموي وقتها، وقامت الدولة العباسية، وكان أول خليفة من الخلفاء العباسيين هو الخليفة أبو العباس السفاح، والذي بويع خليفة في عام مائة واثنان وثلاثون للهجرة، ويقال له المرتضى، وكان قد ولد في فترة خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان، وتوفي في عام مائة وستة وثلاثون للهجرة، وفي الأربع سنين التي حكم فيها قتل عدد كبير من الناس، ولذلك سمي بالسفاح.
وعندما قاموا بنصب رأس أبو عبد الملك مروان الثاني بن محمد في الكوفة، بعد أن قاموا بقتله، اجتمع الناس عليه، وهم ينظرون إليه، وكان من بين المجتمعين حفص بن النعمان، وهو مولى عبد الله بن زياد، فأخذ ينظر إلى رأس مروان، ويترحم عليه، ويقول فيه كل جميل من الكلام، وسمعه بعض الحاضرين، فذهب أحدهم إلى الخليفة أبي العباس، وأخبره بما سمع منه، فأمر الخليفة بإحضاره إلى مجلسه، وعندما دخل إليه، قال له الخليفة: كيف قلت عندما رأيت رأس مروان؟ فقال له حفص: والله يا مولاي، إني لم أقل إلا كل جميل، فقال أحد الحاضرين: والله إنه يكذب يا مولاي، إنه لم يقل جميلًا، ولكنه نظر إلى رأسه وهي منصوبة على الرمح، وأخذ يترحم عليه، ويستغفر له، فقال حفص للخليفة: والله إنه يكذب، لقد نظرت إلى رأسه، ومن ثم أنشدت قائلًا:
عبرنا زمانا على دولة
تسام من الذل ألوانها
و كانت أمية في ملكها
تجور و تظهر طغيانها
فلما رأى اللّه أن قد طغت
و لم يطق اللّه عدوانها
رماها بسفاح آل الرسول
محمد يكفيه أعنانها
فأهلا ببيعة آل الرسول
و من كان نرقب إبانها
و رحمة ذي العرش تترى عليك
و لا رحم اللّه مروانها
نبذة عن حفص بن النعمان
هو حفص بن مروان الكوفي، ولد في الكوفة في العراق، في العصر الأموي، وعاصر كلًا من العصر الأموي والعصر العباسي.