قصة قصيدة عزب الرقاد فمقلتي لا ترقد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة عزب الرقاد فمقلتي لا ترقد:

أمّا عن مناسبة قصيدة “عزب الرقاد فمقلتي لا ترقد” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام شاب من بني الليث بارتكاب جناية، وأمسكه العسس، واقتادوه إلى المروان بن الحكم، وهو والي المدينة المنورة، فوضعه مروان في السجن، وبعد ذلك بعدة أيام أتت جدة الشاب وهي أم سنان بنت خيثمة المذحجية إلى مروان بن الحكم، وطلبت منه أن يخرج الشاب من السجن، ولكنه لم يقبل، وأعرض عنها، فخرجت أم سنان من عنده، وتوجهت إلى معاوية بن أبي سفيان.

ودخلت أم سنان على معاوية، فقال لها: من أنت يا عمة؟، فقالت له: أنا أم سنان بنت خيثمة المذحجية، فعرفها معاوية، وقال لها: مرحبًا بك، ما الذي أتى بك إلى أرضنا؟، وأنا عهدتك تسبيننا، وتشتميننا، وتحضين الناس على كرهنا؟، فقالت له: إن لبني عبد مناف أخلاقًا عالية، فإنهم لا يجهلون بعد أن علموا، ولا ينتقمون من أحد بعد أن عفوا عنه، وأنت أولى الناس باتباع ما قد سنوا من قبلك، فقال لها معاوية: والله إنك قد صدقتي، فجميع ما ذكرتي لهو فينا، ولكن أين أنت من قولك؟:

عزب الرقاد فمقلتي لا ترقد
والليل يصدر بالهموم ويورد

يا آل مذحج لا مقام فشمروا
إن العدو لآل أحمد يقصد

هذا علي كالهلال تحفه
وسط السماء من الكواكب أسعد

خير الخلائق وابن عم محمد
إن يهدكم بالنور منه تهتدوا

ما زال مذ شهد الحروب مظفراً
والنصر فوق لوائه ما يفقد

فقالت له: لقد كان كذلك من قبل يا أمير المؤمنين، وأرجو أن تكون أنت لنا خلف من بعده، فقال أحد الجالسين: كيف وهي من قالت:

إما هلكت أبا الحسين فلم تزل
بالحق تعرف هادياً مهديا

فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت
فوق الغصون حمامة قمريا

قد كنت بعد محمد خلفاً كما
أوصى إليك بنا فكنت وفيا

فاليوم لا خلف يؤمل بعده
هيهات نأمل بعده إنسيا

فقال أم سنان: لقد قلت ذلك، وإن تحقق فيك ما كنت أظن فإن حظك هو الأوفر، والله لم يضع كرهك في قلوب الناس إلا هؤلاء، فعليك أن تبعدهم عنك،  ولا تستمع لهم، فإن فعلت ذلك، ازداد حبك في قلوب الناس، وقربك من رب العباد، وإنك والله على حالك هذه أحب إلينا ممن سواك، فقال لها معاوية: ممن؟، فقالت له: مروان بن الحكم، فقال لها: وما حاجتك؟، فقالت له: إن مروان بن الحكم لا يحكم في المدينة بعدل، ولا يقضي بها بسنة نبي الله، فإنه يترصد للناس أن يزلوا وأن يخطئوا، وقد قام بوضع حفيدي في السجن، فذهبت إليه، ولكنه أعرض عني، فقلت في نفسي: لما لا أذهب لمن هو أحق منه بالعفو، فأتيتك، فأمر معاوية بإطلاق سراح حفيدها، وأمر لها بخمسة آلاف درهم.

نبذة عن أم سنان بنت خيثمة:

هي أم سنان بنت خيثمة، وهي شاعرة من شعراء الدولة الأموية، وقد اشتهرت بنبذها لمعاوية بن أبي سفيان وتأييدها لعلي بن أبي طالب.


شارك المقالة: