قصة قصيدة عفا من آل فاطمة الخبيت
أمّا عن مناسبة قصيدة “عفا من آل فاطمة الخبيت” فيروى عادياء الأزدي وهو أبو السموأل كان أول من بنى حصن الأبلق الفرد، وكان هذا الحصن يطل على مدينة تيماء، وهي مدينة واقعة بين الحجاز والشام، وقد كان هذا الحصن على رابية من ترتب، وكان على هذه الرابية قبل أن يبنى عليها الحصن آثارًا لأبنية من طين لا تدل على العظمة والحصانة التي أصبحت عليها من بعد أن بني عليها هذا الحصن، وسمي هذا الحصن بالأبلق لأن بنائه فيه بياض وحمار، وقد أصبح هذا الحصن للسموأل من بعد أن مات أبوه، وفي هذا الخبر أنشد السموأل قائلًا:
عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الخُبَيتُ
إِلى الإِحرامِ لَيسَ بِهِنَّ بَيتُ
أَعاذِلَتَيَّ قَولَكُما عَصَيتُ
لِنَفسي إِن رَشِدتُ وَإِن غَويتُ
بَنى لي عادِيا حِصناً حَصيناً
وَعَيناً كُلَّما شِئتُ اِستَقَيتُ
طِمِرّاً تَزلَقُ العِقبانُ عَنهُ
إِذا ما نابَني ضَيمٌ أَبَيتُ
وَأَوصى عادِيا قِدماً بِأَن لا
تُهَدِّم يا سَمَوأَلُ ما بَنَيتُ
وَبَيتٍ قَد بَنَيتُ بِغَيرِ طينٍ
وَلا خَشَبٍ وَمَجدٍ قَد أَتَيتُ
وَجَيشٍ في دُجى الظَلماءِ مَجرٍ
يَؤُمُّ بِلادَ مَلكٍ قَد هَدَيتُ
وَذَنبٍ قَد عَفَوتُ لِغَيرِ باعٍ
وَلا واعٍ وَعَنهُ قَد عَفَوتُ
فَإِن أَهلِك فَقَد أَبلَيتُ عُذراً
وَقَضَّيتُ اللُبانَةَ وَاِشتَفَيتُ
وَأَصرِفُ عَن قَوارِصَ تَجتَديني
وَلَو أَنّي أَشاءُ بِها جَزَيتُ
وقال فيه أيضًا:
وَقالوا إِنَّهُ كَنزٌ رَغيبٌ
فَلا وَاللَهِ أَغدِرُ ما مَشَيتُ
وَلَولا أَن يُقالَ حَبا عُنَيسٌ
إِلى بَعضِ البُيوتِ لَقَد حَبَوتُ
وَقُبَّةِ حاصِنٍ أَدخَلتُ رَأسي
وَمِعصَمَها المُوَشَّمَ قَد لَوَيتُ
وَداهِيَةٍ يَظَلُّ الناسُ مِنها
قِياماً بِالمَحارِفِ قَد كَفيتُ
نبذة عن السموأل الأزدي
السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وحكيم من حكمائه، وهو من سكان خيبر الواقعة شمال المدينة المنورة، وقد كان يتنقل بينها وبين حصنه الذي بناه أبوه، وهو حصن الأبلق.
أشهر شعره قصيدته التي تعتبر واحدة من أجود القصائد العربية، والتي قال في مطلعها:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ