قصة قصيدة عفا يافع من أهله فطلوب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة عفا يافع من أهله فطلوب

أمّا عن مناسبة قصيدة “عفا يافع من أهله فطلوب” فيروى بأن العجير السلولي كان في يوم من الأيام في ديار بني عامر، وبينما هو في ديارهم رأى فتاة، وكانت هذه الفتاة شديدة الجمال، فأحبها وهي أحبته، وأصبح يتردد إلى الحي لكي يلقاها، ولكن وبعد مدة من الزمن انتقل أهلها من الحي، وسكنوا في منطقة بالقرب من نصيبين، فقام العجير بتتبعهم، وسار إليهم، وسكن بالقرب منهم، وعاد إلى مقابلة ابنتهم، ووصل خبر لقاءه لها إلى أهلها، فنهوه عنها، وقالوا له: لقد علمنا بأمرك، فإما أن تبتعد عنها، أو أن ترحل عنا، أو أن تأذن بحرب.

وعندها قال لهم بأنه لا يوجد بينه وبين ابنتهم ما ينكر، بل أنه كان يتحدث إليها كما يتحدث الرجل الكريم إلى الامرأة الحرة الكريمة، ثم عاد للتحدث معها، فقام أهلها بنهب ماله، وطردوه من الحي، فتوجه إلى محمد بن مروان بن الحكم، وكان وقتئذ يتولى أمر الجزيرة العربية بأمر من أخيه عبد الملك بن مروان، وشكا له بني عامر، ومن أخذ منه ماله، وبأن رجلًا من بني كلاب يقال له ابن حسام قد ساعده على ذلك، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

عَفا يافِعٌ مِن أَهلِهِ فَطَلوبُ
وأَقفَرَ لو كانَ الفؤادُ يثوبُ

وَقَفتُ بِها من بَعدِ ما حَلَّ أَهلُها
نَصيبينَ والراقي الدُموعَ طبيبُ

وقد لاحَ معروفُ القَتيرِ وَقَد بَدت
بِكَ اليومَ من رَيبِ الزَمانِ نُدوبُ

وَسالَمتُ رَوحاتِ المطيِّ وأحمدَت
مناسِمُ منها تَشتكي وَصُلوبُ

وما القلبُ أمٌ ما ذِكرُهُ أُمَّ صِبيَةٍ
أَريكةً مِنها مَسكَنٌ فهروبُ

حَصانُ الحُميّا حُرَّةٌ حالَ دونَها
حَليلٌ لَها شاكي السِلاحِ غضوبُ

شَموسٌ دُنُوُّ الفَرقَديَنِ اِقترابُها
لِغَيِّ مقاريفِ الرِجالِ سَبوبُ

أَحَقّاً عبادَ اللَهِ أن لَستُ ناظِراً
إلى وَجهِها إلّا عَلَيَّ رقيبُ

عَدتني العِدا عنها بُعَيدَ تَساعُفٍ
وما أَرتجي مِنها إِلَيَّ قَريبُ

لقد أحسَنت جُملٌ لو أنَّ تَبيعَها
إذا ما أرادَت أن نُثيبَ يَثيبُ

تَصُدّينَ حتى يَذهَبَ اليأسُ بالمنى
وحتى تَكادَ النَفسُ عَنكِ تَطيبُ

فأمر محمد بن مروان بإحضار ابن الحسام فأحضروه له، وأمر بحبسه حتى يعيد مال العجير، فأعاده له.

نبذة عن العجير السلولي

هو العجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب، من بني سلول، من شعراء الدولة الأموية.


شارك المقالة: