ما لا تعرف عن أبو فراس الحمداني:
أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: هو الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الرَّبعي يكنى أبو فراس، يعد شاعرًا من شعراء العصر العباسي وقائدًا عسكريًا في أمارة حلب، فقد ترعرع أبو فراس الحمداني في كنف ابن عمه سيف الدولة في حلب، بعد موت والده باكراً، فأصبح أميرًا من أمراء الدولة الحمدانية، وبدأ يدافع عن إمارة ابن عمِّه ضد غزوات الروم.
وأمَّا عن صفات الشاعر أبو فراس الحمداني: يمتاز بالصبر الشديد، وقوله للحق، وأيضاً كان فارساً شجاعًا يتحلى بالأخلاق الحمدية مثل حفظه للسر.
ما لا تعرف عن قصة قصيدة “علونا جوشنا بأشد منه”:
أمَّا عن قصة قصيدة “علونا جوشنا بأشد منه” عندما رأى ملك الروم بأن سيف الدولة وجيوشه اصبحوا أقوى من جيوشهم بعد أن توافدت الآلاف من جنود المسلمين مجهزين بسلاحهم، وانضموا إلى جيوش سيف الدولة العربية، وبدأوا يندفعون إلى الدول الإسلامية لتحريرها، والانطلاق خلف الجيوش الصليبية للثأر منها بعدما عاثت جيوش الروم من قتل وتعذيب في بلاد المسلمين، وإرغامهم على اعتناق النصرانية، وتخريب المساجد، وحرق منابرها، والإساءة لها بجعلها حظائر للخيل.
قرر عمل هدنة مع سيف الدولة الحمداني فقام بإرسال رسول من عنده لطلب الهدنة من سيف الدولة الحمداني وعندما وصل الرسول إلى حلب ودخل إلى مجلس سيف الدولة وأخبره بإن ملك الروم يطلب منه الهدنة فقام سيف الدولة برفض ذلك وأمر ألف غلام مملوك من غلمانه بأن يرتدوا الدروع المذهبة وأن يتسلحوا بالأسلحة المذهبة وأن يركبوا على ألف فرس من الخيول العربية الاصيلة على أن تجهز الخيول والغلمان بما يدعى “بالتجفاف” وهو آلة للحرب يلبسه الفرس والإنسان عندما يكونو في حرب.
فجهز الغلمان والخيول واتجهوا حاملين راياتهم وأسلحتهم حتى وصل الجيش إلى جبل يدعى بجبل “جوشن” وكان أبو فراس الحمداني واقفًا على ذلك فقال هذه الأبيات:
عَلَونا جَوشَناً بِأَشَدَّ مِنهُ
وَأَثبَتَ عِندَ مُشتَجَرِ الرِماح
بِجَيشٍ جاشَ بِالفُرسانِ حَتّى
ظَنَنتَ البَرَّ بَحراً مِن سِلاحِ
وَأَلسِنَةٍ مِنَ العَذَباتِ حُمرٌ
تُخاطِبُنا بِأَفواهِ الرِماحِ
وَأَروَعَ جَيشُهُ لَيلٌ بَهيمٌ
وَغُرَّتُهُ عَمودٌ مِن صَباحِ
صَفوحٌ عِندَ قُدرَتِهِ كَريمٌ
قَليلُ الصَفحِ مابَينَ الصِفاحِ
فَكانَ ثَباتُهُ لِلقَلبِ قَلباً
وَهَيبَتُهُ جَناحاً لِلجَناحِ