قصة قصيدة عليك سلام الله قيس بن عاصم
أمّا عن مناسبة قصيدة “عليك سلام الله قيس بن عاصم” فيروى بأن قيس بن عاصم كان من أحلم العرب، وكان يتمته بالكثير من الصفات الحميدة، فقد كان يحرم على نفسه شرب الخمر، على الرغم من أنه قد عاش في العصر الجاهلي، ولم يكن في ذلك الوقت ما يمنعه من شرب الخمر، وكان أكثر العرب يشربونه، وكان سبب تحريمه الخمر على نفسه أنه في يوم من الأيام عاد إلى بيته وهو سكران، وكانت ابنته مستيقظة، فوقفت أمامه، وكان بيده سكين، فقام بغمز بطنها، وقام بسب أبويها، وأيضًا رأى القمر، وتهيأ له بأنه يتكلم معه، وكان قد أعطى الخمار الكثير من المال، وعندما استيقظ مما هو فيه، حرم على نفسه أن يشربها مرة أخرى.
وفي يوم من الأيام كان في مجلس في بيته، وسيفه في يده، وكان يتحدث إلى من كان عنده في المجلس، وبينما هو في المجلس أتوه برجل مقتول وآخر مكبل، وقالوا له: هذا ابن أخيك قد قتل ابنك، فلم يقطع كلامه، وعندما انتهى أمر بأن يفكوا وثاقه، وأن يدفنوا ابنه.
وعندما أتته الوفاة طلب بأن يحضروا له أبناءه الاثنان، وعندما أتياه، أجلسهم، وقال لهم: احفظوا عني ما أقول لكم، فلن تجدوا أحدًا ينصحكم كما أفعل، عندما أموت عليكم أن تحترموا الكبار، ولا تسيئوا إلى الصغار، فيسفه الناس كباركم، وتهونون عندهم.
وأكمل قائلًا: يا بني، عليكم أن تصلحوا مالكم، فإنه منحة لمن كان كريمًا، ويستغنى به عن من كان لئيمًا، وإياكم أن تسألوا الناس، فإن ذلك آخر سب المال، وعندما أموت فلا تبكوا ولا تنوحوا علي، فإنه عندما مات رسول الله صل الله عليه وسلم لم ينوحوا عليه،
وعندما توفي قام عبده بن الطيب برثائه بقصيدة قال فيها:
عليكَ سلامُ الله قيسَ بن عاصمٍ
ورحمتُهُ ما شاءَ أن يترحّما
وما كان قيسٌ هُلْكه هُلْكُ واحدٍ
ولكنّـه بُنيانُ قومٍ تهدّمـا
نبذة عن الشاعر عبدة بن الطبيب
هو يزيد بن عمرو بن علي من بني عبد شمس من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، من الشعراء المخضرمين، أدرك الإسلام وأسلم، ولكنه لم يكن مكثر في الشعر.