قصة قصيدة علي سار للفلس
أمّا عن مناسبة قصيدة “علي سار للفلس” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم في العام التاسع للهجرة قد بعث سرية تتكون من مائة وخمسون رجلًا، وعلى رأسها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لكان قد بعثهم لهدم صنم الفلس، وهو صنم قبيلة طيء.
ووصلت السرية إلى قبيلة طيء في وقت الفجر، فهاجموهم، وقاموا يهدم الصنم، وخربوه، وأخذوا منهم السبايا والأنعام والشاء، وكان في خزنة الصنم ثلاثة دروع وثلاثة سيوف، فأخذت من بين الغنائم، وتم توزيعها، وكان من بين السبايا امرأة يقال لها سفانة بنت حاتم الطائي، وهي اخت عدي بن حاتم الطائي، وعندما رأى عدي السرية أخذ زوجته وابنه وهرب بهم إلى الشام.
وعندما أخذوا سفانة إلى المدينة المنورة، مر بها الرسول صل الله علي وسلم، فقالت له: يا رسول الله، لقد غاب الوافد وانقطع الوالد، وأنا عجوز كبيرة، وما بي من خدمة، فقال لها الرسول: ومن وافدك؟، فقالت له: أخي عدي، فقال لها الرسول: الذي فر من الله ورسوله؟، فقالت له: فمن علي يا رسول الله، ومن ثم مضى الرسول، وعاد في اليوم التالي، فقالت له كما قالت له في اليوم السابق، وفي اليوم التالي مر عليها، فقالت له كما قالت له في اليومين السابقين، وبعد ذلك يئست منه، فقال لها علي بن أبي طالب أن تقوم إليه وتكلمه، فقامت إليه، وقالت له: يا رسول الله لقد هلك أبي، وغاب الوافد، فامنن علي، فقال لها الرسول: قد فعلت.
فأقامت في المدينة حتى أتى ركب من قضاعة، وكانت تريد ان تذهب إلى أخيها في الشام، فأتت رسول الله صل الله عليه وسلم، وقالت له بأن جماعة من قومها قد أتوا، وبأنها تثق فيهم، وتريد أن تغادر معهم، فكساها الرسول، وأعطاها نفقة، فخرجت مع القوم، حتى وصلت إلى الشام، وفي خبر ذلك أنشد الشاعر:
عَليّ سَار للفلس
بأبطال من الحمس
لَهُم فِي درس أَعْلَام
الأعادي أَيّمَا درس
مضوا حَتَّى أَتَوا بَيْتا
لأهل الطَّرْد وَالْعَكْس
فأشقوه وأبقوه
كَأَن لم يغن بالْأَمْس
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الفخر بعلي بن أبي طالب والرجال الذين معه.