قصة قصيدة عيش كلا عيش ونفس مالها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة عيش كلا عيش ونفس مالها

أمّا عن مناسبة قصيدة “عيش كلا عيش ونفس مالها” فيروى بأن الشاعر مهيار الديلمي، ولد في مدينة قزوين، وقد ولد لوالدين فقيرين من أهل المدينة، وبسبب فقرهما قررا مغادرة المدينة والرحيل إلى مدينة بغداد في العراق، لعلهما يجدا رزقهما هنالك، وقد كانت مدينة بغداد في ذلك الوقت تابعة للنفوذ البويهي، حيث كانت الخلافة العباسية تعيش آخر أيامها، وتقترب من الاندثار، وكان والد مهيار قد اختار بغداد بسبب وجود ابن عم له فيها، وقد توسم به خيرًا.

وكان البويهيون قد دخلوا إلى الإسلام قبل والدي مهيار، حيث كانت ديانتهما المجوسية، حتى بايعوا في يوم من الأيام الحسين بن زيد، فأسم قسم من أقربائهم، وأسلم من تبقى من العائلة على يد رجل يقال له الحسن بن علي، ولكن الحظ لم يحالفهما في توفير الطعام والمأوى لابنهما، الذي لم يكن حظه أفضل من حظ أبيه، فلازمه الفقر والشقاء منذ كان طفلًا في بيت والديه، وحتى أصبح شابًا، وشرب كأس المرارة من الدهر حتى ثمل، فكان كثيرًا ما يشكو الفقر والدهر، ومن ذلك قوله:

عيشٌ كلا عيــــــــشٍ ونفسٌ مالها
من لذّةِ الدنيــــــــــا سوى حسراتِها

إن كان عـنــــــــدكَ يا زمانُ بقيةً
مما يضــامُ بها الكــــــــــرامُ فهاتِها

وعندما رأى والده بأنه لا يوجد عنده سبيل يمكنه من توفير حياة رغيدة لابنه، ولن يتمكن ابنه من تأمينها لنفسه، أصر على أن يعلم ابنه، فكان يهتم كثيرًا بتثقيفه، وكانت مدينة بغداد في تلك الفترة جنة على الأرض، وكانت مسرة للناس، وقد قيل فيها: أنها في البلاد كالأستاذ في العباد، وفيها الكثير من موارد الرزق، وخصوصًا لمن كان مثقفًا، ففيها قصور الخلافة ومجالسها، حيث كانت تلتقي نخبة من الأدباء والشعراء في قصور الخلافة والإمارة، وكانوا يصيبون الحظ الوفير من المال والشهرة، وكل هذا أراده والد مهيار لابنه، فثقفه ثقافة عربية خالصة، تكون له طريقًا إلى الحياة الرغيدة.

نبذة عن مهيار الديلمي

هو أبو الحسين مهيار بن مروزيه الديلمي، وهو كاتب وشاعر من أهل بغداد، وأصله من بلاد فارس، كان مجوسيًا وأسلم.


شارك المقالة: