قصة قصيدة عينان واحدة ترى مسرورة

اقرأ في هذا المقال


عندما يتوفي أحد من كبار القوم، يسارع الناس للتعزية به، وهذا ما فعله الشاعر أبو دلامة في قصتنا لهذا اليوم، حيث سارع للتعزية بوفاة أبي جعفر المنصور، والمباركة للمهدي على خلافته.

من هو أبو دلامة؟

هو زند بن الجون، شاعر من شعراء العصر العباسي، اشتهر بأن شعره من النوع الساخر، وهو من أهل الكوفة، ولد ونشأ فيها، اتصل بخلفاء بني العباس، ومنهم أبو جعفر المنصور، والخليفة المهدي.

قصة قصيدة عينان واحدة ترى مسرورة

أما عن مناسبة قصيدة “عينان واحدة ترى مسرورة” فيروى بأنه وبينما كان أبو عبد الله محمد المهدي في مكة المكرمة، وصله خبر وفاة أبيه أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور، وكان ذلك يوم الثلاثاء، فأبقى المهدي على الخبر، ولم ينشره للناس، حتى أتى يوم الخميس، فأمر أن ينادى على الناس بأن الصلاة اليوم سوف تكون صلاة جامعة لكل أهل مكة، فنادوا على الناس بذلك، واجتمع أغلب أهل مكة، فقام فيهم المهدي، وخطب فيهم، وأعلمهم بأن أباه قد مات، وقال لهم: إن أمير المؤمنين قد دعي فأجاب، وعند الله أحتسبه، وأستعين بالله على خلافة المسلمين، وفي ذلك اليوم بايعه الناس على الخلافة.

وكان أول من عزاه بأبيه، وبارك له بالخلافة، الشاعر أبي دلامة، حيث أنشده قائلًا:

عَينَانِ وَاحِدةٌ تُرَى مَسرُورَةً
بإمَامِها جَذلَى وأُخرَى تَذرِفُ

تبكي وَتَضحَكُ مَرَّةً وَيَسُوؤها
ما أبصَرَت وَيَسُرُّها ما تَعرِفُ

يقول الشاعر أبو دلامة في هذه الأبيات بأن عيناه إحداهما مسرورة لأنها ترى المهدي أصبح خليفة المسلمين، والثانية تبكي وتذرف الدموع حزنًا على وفاة أبي جعفر المنصور.

فَيَسُوؤها مَوتُ الخَلِيفةِ مُحرِماً
ويَسُرُّها أن قامَ هذا الأَرأفُ

ما إن رأيتُ وَلا سَمِعتُ كما أرَى
شعراً أرَجِّلُهُ وآخَرَ أنتِفُ

هَلَكَ الخلِيفةُ يا لأُمَّةِ أحمَدٍ
فَأتَاكُمُ مِن بَعدِهِ مَن يَخلُفُ

أهدَى لهذا اللهُ فَضلَ خِلافَةٍ
وَلِذاكَ جَنَّاتِ النَّعيم تُزَخرَفُ

فَابكُوا لِمَصرَعِ خَيرِكُم وَوَلِيِّكُم
واستَشرِفُوا لِمَقَامِ ذا وتَشَرَّفُوا

الخلاصة من قصة القصيدة: كان المهدي في مكة المكرمة حينما وصله خبر وفاة والده، فكتم الخبر يومان، ومن ثم خطب بالناس وأخبرهم بوفاته، وبايعه الناس على الخلافة يومها، وكان أول من عزاه وبارك له بالخلافة أبو دلامة.

المصدر: كتاب "مجاني الأدب في حدائق العرب" تأليف لويس شيخوكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: