قصة قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر

اقرأ في هذا المقال


عيون المها بين الرصافة والجسر

أمّا عن مناسبة قصيدة “عيون المها بين الرصافة والجسر” فيروى بأنّه في يوم من الأيام كان رجل جالسًا على جسر بغداد، وبينما هو كذلك، إذ بامرأة تقبل من جهة الرصافة، وتتوجه صوب الجانب الغربي من الجسر، وكانت هذه الامرأة شديدة الجمال، والرجل ينظر لها، فوقفت بالقرب منه، وجعلت تنتظر، حتى أتاها شاب، ووقف معها، وقال لها: رحم الله علي بن الجهم، فردت عليه قائلة: رحم الله أبو علاء المعري، ووقفا سوية لفترة ولم يتحدثا، ثم غادر الشاب، وبعدها بقليل تبعته الفتاة، فتعجب الرجل مما رأى منهما، وقرر أن يلحق بالفتاة، ويسألها عن خبر ما سمع منهما.

فقام وتبعها، حتى أدركها، وأوقفها، وقال لها: السلام عليكم يا أختي، هلا تقولين لي ما خبر علي بن الجهم، وماذا أراد به الشاب عندما قال لك ما قال؟، فضحكت الامرأة وقالت له: كان يقصد قوله حينما قال:

عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ
جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن
سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما
تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ

وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما
تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري

فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ
وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري

أحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ
وَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِ

صددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندما
روى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِ

ألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَني
بِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِ

فَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُ
فَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ

فقال لها: وماذا أردت أنت عندما قلت: رحم الله أبا العلاء المعري؟، فقالت له: أردت قوله، حينما قال:

أيا دارها بالخَيْفِ إنّ مزارَها
قريبٌ، ولكن دون ذلك أهوالُ

نبذة عن علي بن الجهم

هو  علي بن الجهم بن بدر بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كرار بن كعب بن مالك بن عتبة بن جابر بن الحارث، ولد في بغداد في عام مائة وثمانية وثمانون للهجرة، وأصله من قريش، فصيح اللسان، موهوب في الشعر.

تحليل قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر

موضوع قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر

تدور قصيدة “عيون المها بين الرصافة والجسر” حول مشاعر الغزل والحب التي يُعاني منها الشاعر. يبدأ الشاعر بوصف جمال عيون المها التي أبهرته وسلبت لبه، ثم يُعبّر عن مشاعره تجاهها، وكيف أنّها أيقظت مشاعر الحب القديمة في قلبه.

الصور الشعرية والأسلوب اللغوي في قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر

تميزت قصيدة “عيون المها بين الرصافة والجسر” بالعديد من الصور الشعرية الجميلة والأسلوب اللغوي البليغ. إليك بعض الأمثلة:

  • الصور الشعرية:
    • “عيون المها بين الرصافة والجسر”
    • “أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُنْ سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ”
    • “سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ”
    • “وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري”
  • الأسلوب اللغوي:
    • استخدام الاستعارة في “أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ”
    • استخدام التشبيه في “سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ”
    • استخدام المجاز في “وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري”

المشاعر والأحاسيس التي تعبر عنها قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر

تُعبّر قصيدة “عيون المها بين الرصافة والجسر” عن مشاعر الحب العميق والغزل الصادق التي يُعاني منها الشاعر. كما تُعبّر عن مشاعر الشوق والحنين إلى الماضي، وكيف أنّ عيون المها أيقظت مشاعر الحب القديمة في قلبه.

دلالة رمزية للمفردات في قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر

تُشير بعض المفردات في قصيدة “عيون المها بين الرصافة والجسر” إلى دلالات رمزية، إليك بعض الأمثلة:

  • عيون المها: رمز الجمال والفتنة.
  • الرصافة والجسر: رمز المكان الذي التقى فيه الشاعر بحبيبته.
  • الأهلة: رمز للحب والجمال.
  • الليل: رمز للظلام والوحدة.

تأثير قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر على الأدب العربي

أثرت قصيدة “عيون المها بين الرصافة والجسر” على الأدب العربي بشكل كبير، حيث:

  • أصبحت من أشهر قصائد الغزل في الأدب العربي.
  • ألهمت العديد من الشعراء لكتابة قصائد غزلية مشابهة.
  • ساهمت في إثراء اللغة العربية بالصور الشعرية الجميلة والأسلوب اللغوي البليغ.

قصة قصيدة “عيون المها بين الرصافة والجسر” قصة غامضة ومثيرة للاهتمام، تُظهر براعة علي بن الجهم في كتابة الشعر الغزلي، وتُؤكّد على قدرة الشعر على التعبير عن مختلف المشاعر الإنسانية.


شارك المقالة: