قصة قصيدة فإن أك حالكا فالمسك أحوى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فإن أك حالكا فالمسك أحوى

أمّا عن مناسبة قصيدة “فإن أك حالكا فالمسك أحوى” فيروى بأن نصيب بن رباح أحب فتاة يقال لها زينب، وكان نصيب عبدًا، وبعد أن تشبب بها ووصل خبر ذلك إلى أبيها منعها عنه، وطلب هو وجماعة من مولاه أن يقوم ببيعه، فباعه مولاه إلى عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وبعد أن توفي عبد العزيز، ذهب إلى قصر سليمان بن عبد الملك، وعمل هنالك، ومن بعد ذلك عمل في قصر الخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان.

وفي يوم من الأيام رآه الخليفة في القصر، ونادى عليه، وسأله قائلًا: هل أنت عاشق؟، فقال له: نعم يا مولاي، لقد كنت أعشق جارية حمراء، وأصبحنا نلقى بعضنا البعض، حتى أتى يوم وأصبحت تمنيني الأباطيل، وأخبرتها بذلك، فرفضت، ولكني بعد أن أصررت عليها، قالت لي: لا ترعني كأنك ممن يأتون في الليل، فقلت لها: وانت كأنك ممن يأتون في النهار، فابتسمت وقالت لي: ما أظرفك، وعندما سمعتها قالت ذلك، غضبت غضبًا شديدًا، وعندما رأتني قد غضبت، قالت لي: وهل تعلم ما هو الظرف؟، فقلت لها: لا والله، أخبريني، فقالت له: أي العقل، ومن ثم قالت: أخرج من هنا، حتى أنظر في أمرك، فخرجت وعدت إلى منزلي، وفي اليوم التالي، كتبت لها:

فإن أك حالِكاً فَالمِسك أَحوى
وَما لِسَواد جِلدي من دَواءِ

وَلي كَرم عَنِ الفَحشاءِ ناءٍ
كَبُعد الأَرضِ من جو السَماءِ

وَمِثلي في رِجالِكم قَليل
وَمثلك لَيسَ يُعدَم في النِساءِ

فَاِن تَرضى فَرُدّي قَول راضٍ
وَاِن تَأَبي فَنَحن عَلى السَواءِ

ومن ثم أكمل قائلًا: وكنت أريدها زوجة لي، ولكن أباها رفض أن يزوجني إياها، وعندما وصلني خبر وفاته، وهو الذي كان يمنعها عني، طلبتها للزواج، وتزوجت منها.

نبذة عن نصيب بن رباح

هو أبو محجن نصيب بن رباح، عبد من عبيد عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وهو شاعر فحل من شعراء العصر الأموي، كان مقدمًا في النسيب والمدائح.

كان نصيب بن رباح عبداً أسود لرجل يقال له راشد ابن عبد العزّى، وهو من بني كنانة، وكان يسكن في البادية. وفي يوم أنشد أبياتاً بين يدي عبد العزيز بن مروان، فاشتراه ومن ثم أعتقه.


شارك المقالة: