قصة قصيدة فإن يحجبوها ويحل دون وصلها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فإن يحجبوها ويحل دون وصلها:

أما عن مناسبة قصيدة “فإن يحجبوها ويحل دون وصلها” فيروى بأنّ أبا لبني الحباب في يوم من الأيام توجه إلى قصر الخليفة معاوية بن أبي سفيان، ووقف على الباب، واستأذن للدخول إلى مجلس الخليفة، وعندما أذن له، وأدخلوه إليه، وقف بين يديه، واشتكى له قيس بن الذريح، وبأنه يقول الشعر في ابنته، ويتشبب بها في مجالسه، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم والي المدينة المنورة، بأن يهدر دم قيس بن الذريح، وأمر الحباب أن يزوج لبنى من خالد بن خلده الغطفاني، وهو أحد حلفاء قريش من كندة، وفي يوم زواجهما، أمر النساء أن يغنين في حفل زفافها:

لبنى زوجها أصبح لا حر يوازيه
له فضل على الناس وقد باتت تناجيه

وقيس ميت حقاً صريع في بواكيه
فلا يبعده اللّه وبعداً لنواعيه

وعندما وصل خبر زواجها إلى قيس بن الذريح ازدادت شدة الغرام عنده، وامتطى حصانه وتوجه إلى حي لبنى، وعندما وصل قالت له النساء هنالك: ما الذي تفعله هنا؟، إن لبنى قد غادرت مع زوجها، فتركهنّ وتوجه إلى جار بيتها، وأخذ يتمردغ في التراب هنالك، وهو ينشد قائلًا:

فَإِن يَحجُبوها وَيَحُل دونَ وَصلِها
مَقالَةُ واشٍ أَو وَعيدُ أَميرِ

فَلَم يَمنَعوا عَينَيَّ مِن دائِمِ البُكا
وَلَن يُذهِبوا ما قَد أَجَنَّ ضَميري

إِلى اللَهِ أَشكوا ما أُلاقي مِنَ الهَوى
وَمِن حُرَقٍ تَعتادُني وَزَفيرِ

وَمِن حَرَقٍ لِلحُبِّ في باطِنِ الحَشا
وَلَيلٍ تَويلِ الحُزنِ غَيرِ قَصيرِ

سَأَبكي عَلى نَفسي بِعَينٍ غَزيرَةٍ
بُكاءَ حَزينٍ في الوِثاقِ أَسيرِ

وَكُنّا جَميعاً قَبلَ أَن يَظهَرَ الهَوى
بِأَنعَمِ حالِ غَبطَةٍ وَسُرورِ

فَما بَرِحَ الواشونَ حَتّى بَدَت لَهُم
بُطونُ الهَوى مَقلوبَةً لِظُهورِ

لَقَد كُنتِ هَسبَ النَفسِ لَودامَ وَصلُنا
وَلَكِنَّما الدُنيا مَتاعُ غُرورِ

نبذة عن الشاعر قيس بن الذريح:

هو قيس بن ذريح الليثي الكناني، لقب بمجنون لبنى، من شدة حبه لها، وهو أحد القيسيين المتيمين، والآخر هو قيس بن الملوح، من أهل الحجاز، ولد في عام ستمائة وخمسة وعشرون ميلادي، وهو شاعر غزل.

توفي في عام ستمائة وثمانون ميلادي.


شارك المقالة: