مهما تمكن العجم من اللغة العربية فإنهم لن يتمكنوا من إجادتها كما يتقنها العرب، وهذا ما حصل في قصتنا عن العجمي الذي ظن بأنه أفضل من العرب في اللغة العربية، حتى غلبته فتاة صغيرة في العمر.
حالة الشاعرة
كانت حالة الشاعرة عندما أنشدت هذا البيت التيقن من أنها تجيد اللغة العربية، وبأن من أمامها ليس ندًا لها.
قصة قصيدة فاء الفيافي كي يفيء بفيئة
أما عن مناسبة قصيدة “فاء الفيافي كي يفيء بفيئة” فيروى بأن رجلًا أعجمي كان يتقن اللغة العربية بطلاقة، ومن شدة إجادته إياها كان إذا كلم عربيًا سأله من أي الأحياء أنت، فيضحك، ويقول له: أنا من بلاد الفرس، ولكني أجيد اللغة العربية أفضل من العرب نفسهم، وفي يوم من الأيام كان هذا الرجل وبينما كان هذا الرجل يسير بين أحياء العرب، مر من جانب قوم في مجلس، فجلس معهم، وأخذ يتحدث إليهم.
فقالوا له: من أي القبائل أنت؟، فضحك وقال لهم: أنا فارسي، ولكني أجيد اللغة العربية أفضل منكم، فغضب الحاضرون، وقام أحدهم وقال له: اذهب إلى منزل فلان بن فلان، وتكلم إليه، فإن لم يعرف بأنك لست عربي فإنك نجحت، وغلبت العرب في لغتهم كما تزعم، وكان ذلك العربي الذي أرسلوا الأعجمي إليه صاحب فراسة شديدة.
فخرج الأعجمي من المجلس، وتوجه إلى بيت الأعرابي، ولكنه لم يجده في البيت، وأجابته ابنة الأعرابي، فقال لها: أنا رجل من العرب أريد أن أتكلم مع أباك، فقالت له: لقد خرج أبي إلى الفيافي فإذا فاء الفي أفى، وكانت تريد من ذلك أن أباها خرج إلى الصحراء، وعندما يحل الظلام سوف يعود إلى البيت، فقال لها الفارسي: إلى أين ذهب؟، فقالت له:
فاء الفيافي كي يفيء بفيئة
فإن فاءت الفاء فاء بفيئه.
تقول الفتاة في هذا البيت بأن أباها سيد الصحراء قد خرج إلى الصحراء لكي يصطاد، فإن حل الظلام بعد أن تغيب الشمس سوف يعود إلى البيت.
فسألتها أمها: من على الباب يا بنيتي؟، فقالت لها الفتاة: رجل ليس من العرب يا أمي، فتعجب الفارسي من فراستها، وقال في نفسه: إن كانت الفتاة بهذه الفراسة، فكيف أيكون أباها؟.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان هنالك فارسي يتقن اللغة العربية حتى أن العرب كانوا يظنون بأنه عربي، وفي يوم من الأيام بعثه رجل إلى بيت أعرابي يشتهر بفراسته، وأخبره بأنه إن لم يعلم بأنه أعجمي فإنه يجيد العربية خير من العرب، فتوجه إليه، ولكنه كان قد خرج إلى الصيد، فتكلم مع ابنته، وعلمت بأنه أعجمي.
