قصة قصيدة فديتك هل إلى وصل سبيل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فديتك هل إلى وصل سبيل:

أمّا عن مناسبة قصيدة “فديتك هل إلى وصل سبيل” فيروى بأن الحسن بن سابور في يوم من الأيام رأى فتاة من فتيات حيه، وكانت هذه الفتاة شديدة الجمال، فوقع في حبها، وكانت هذه الفتاة صاحبة عقل ودين، وفي يوم بعث لها بكتاب قال لها فيه:

فَدَيتُكِ هَل إلى وَصلٍ سَبيلٌ
وَهَلْ لكِ في شِفَا بَدَنٍ عَليلِ

فعِندَكِ مُنيَتي وَشِفَاءُ سُقمي
فداويني، فدَيتُكِ، مِنْ غَليلي

وبعثه لها مع رسول، وعندما وصل الرسول إليها، وأعطاها الكتاب، وقرأته، التفتت إلى الرسول: وقالت له: ما هذا؟ هل يكتب إلى النساء بمثل هذا الكلام؟، وأمسكت بورقة، وكتبت له كتابًا تطلب فيه منه أن يكف عنها، وتوبخه على ما كتب لها، وكتبت له فيه:

ألا يا أيّها النِّضوُ المُعَنّى
رُوَيدَكَ في الهَوَى رِفقاً قَليلا

لَنَا رَبٌّ يُعَذّبُ مَنْ عَصَاهُ
وَيُسكِنُ ذا التّقى ظِلاَّ ظليلا

وكان الحسن رجل يسير الحال، فضمن لها أن يعطيها المال، فقالت لرسوله: لا حاجة لي بماله، فقال لها: وكيف ذلك؟، فقالت له: لقد كان لي ابن عم، وقد أقسمت له أن لا أتزوج من بعده أحد أبدًا، وكان يحبني، ولكنه في يوم من الأيام نظر إلي بنظرة، لم أقبلها منه، فأنشد قائلًا:

كَأني بالتّرَابِ يُهَالُ طُرّاً
عَلى بَدَني، وَتَندُبُني نِسَايَا

وَأُصبحُ رَهنَ مُوحِشَةٍ دَفِيناً
وَبِنتُ، وَقُطّعَتْ مِنكُم عُرَايَا

وَيَنسَاني الحَبيبُ لفَقدِ وَجهي
وَيُحدِثُ مُؤنِساً أيضاً سِوَايَا

فقلت له: كأنك تعرض بي؟، فقال لي: وهل يوجد في العالم كله أحد أخاف عليه كما أخاف عليك؟، فأنشدته قائلة:

ألا طِبْ أيّهَا المَحزُونُ نَفساً
فَإنّي لا أخونُكَ في وَدَادِ

وَلا أبغي سِوَاكَ مَعي أنِيساً
وَلا يَنحاشُ بَعدَكَ لي فُؤادِي

فقال لي: وهل تعاهدينني على ذلك، فقلت له: والله لن أخونك ما حييت، فأنشد قائلًا:

وَإنّي لا أخُونُكَ بَعدَ هَذا
وَلم أنقضْ على حَدَثٍ عُهُودي

وَلا أبغي سِوَاكِ، الدّهرَ، إنّي
عَليّ بِذاكَ شَاهِدَةٌ شُهُودي

فرضيت منه ذلك، وهو رضي مني ما فعلت، ولكنه مات، ووالله إني لن أنقض العهد الذي قطعته له، فقل لمن بعثك أن يكف عني، ويدعني وشأني.

نبذة عن الحسن بن سابور:

هو الحسن بن سابور، شاعر من أهل الكوفة في العراق، لم يذكر في خبره الكثير من الأخبار.


شارك المقالة: