قصة قصيدة قالوا أتبخل بالحلاوة فاطم
أمّا عن مناسبة قصيدة “قالوا أتبخل بالحلاوة فاطم” فيروى بأنه في يوم من الأيام أقيم حفل خيري في مصر، وكان في هذا الحفل مزاد على بعض الأشياء، بحيث تذهب النقود التي تأتيهم من هذا المزاد إلى الجمعيات الخيرية، وكان من بين الأشياء المعروضة في هذا المزاد علبة من الحلوى، وأقيم اقتراع على علبة الحلوى، وفي نهاية الاقتراع كانت علبة الحلوى من نصيب فتاة اسمها فاطمة.
وكان من بين الحاضرين في هذا الحفل الشاعر المصري محمود غنيم، وعندما رأى الشاعر علبة الحلوى، طمع فيها، وأرادها لنفسه، فأخذ يفكر في طريقة كي يأخذ هذه العلبة وخداع هذه الفتاة، فاهتدى إلى أن يقوم بارتجال بعض الأبيات من الشعر، لكي يفوز بالحلوى، فوقف في وسط الحفل وأنشد قائلًا:
قالوا أتبخلُ بالحلاوة فاطمٌ؟
فأجبت إني لا أصدق بخلها
هيهات تبخل بالحلاوة غادةٌ
الله أعطاها الحلاوة كلها
لكِ يا فتاة حلاوتان فهذه
للناظرين وتلكَ نبغي أكلها
وعندما سمعت فاطمة ما قال الشاعر محمود غنيم صدقته، وقامت إليه، وأعطته علبة الحلوى، فأخذها منها، ووضعها أمامه وأمام أصدقائه، وقاموا بأكلها كاملة، وعادت الفتاة إلى بيتها، وهي مفتخرة بجمالها.
نبذة عن الشاعر محمود غنيم
هو محمود غنيم، شاعر مصري ولد في عام ألف وتسعمائة وواحد ميلادي في محافظة المنوفية في مصر، ومنذ بداية نشأته تفتحت عيناه على خضرة الريف، والهدوء والنقاء الموجودان به، كما تأثر بالقيم الموجودة عند أهله، فكان كل هذا ما أصل عنده الأصالة والانحياز إلى الفطرة.
ابتدأ الشاعر حياته التعليمية في الكتاب، حيث حفظ القرآن الكريم، ثم بدأ بدراسة العلوم العربية والعلوم الإسلامية، ومن ثم التحق بالمعهد الأزهري الموجود في طنطا وهو في سن الرابعة عشر، وبقي في هذا المعهد لأربعة أعوام، ومن ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي، ودرس هنالك لثلاثة أعوام، ولكن تم الغاء دراسته فيها قبل أن يأخذ الشهادة منها، فالتحق بواحد من المعاهد الدينية، وأخذ منه شهادة الثانوية، وبعد بدأ العمل كمدرس.
توفي محمود غنيم في عام ألف وتسعمائة واثنان وسبعون ميلادي.
