قصة قصيدة قدت فؤادي من الشباك إذ نظرت

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قدت فؤادي من الشباك إذ نظرت

أمّا عن مناسبة قصيدة “قدت فؤادي من الشباك إذ نظرت” فيروى بأنّه في يوم من الأيام وبينما كان الخليفة عبد المؤمن بن علي الموحدي جالسًا في قصره شعر بالملل، وأراد أن يذهب ما في قلبه من ملل، فقرر أن يخرج في نزهة إلى المدينة، ويتجول بين شوارعها، فأمر بإحضار وزير له يقال له أحمد بن عطية، وعندما أتاه أخبره بأن يخرج معه في نزهته، فخرج الاثنان وأخذا يتجولان في أحد البساتين التابعة للخليفة، وبينما هما يتنزهان، وصلا إلى شارع من شوارع المدينة، وأخذا يمشيان في هذا الشارع.

ووصل الخليفة ووزيره إلى بيت، وفي هذا البيت هنالك شباك، وكانت تطل من هذا الشباك فتاة، وكانت هذه الفتاة شديدة الجمال، كأنها الشمس مشرقة في الصباح، وأخذت هذه الفتاة تنظر إلى الخليفة، فنظر إليها هو الآخر، وأعجب بجمالها، وسكنت في قلبه كل المسكن، فأنشد مرتجلًا:

قدّت فؤادي من الشباك إذ نظرتْ

فأكمل وزيرة ابن عطية قائلًا:

حوراءُ ترنو إلى العشاق بالمقلِ

فأكمل الخليفة قائلًا:

كأنما لحظُها في قلب عاشقها

فأنشد الوزير ابن عطية قائلًا:

سيفُ المؤيد عبدِ المؤمن بن علي

فطرب الخليفة بما سمعه من وزيره، واجازه جزاءً حسنًا، وأمر له بالكثير من المال، والكثير من العطايا، فقد كان الخليفة يحب أن يمدحه الشعراء ويذكرون اسمه في شعرهم، ومن هذا بأنه في يوم دخل عليه شاعر يقال له محمد التيفاشي، وأنشده قصيدة يمدحه فيها، قائلًا:

ما هزَّ عِطفَيه بين البيض والأسل
مثلُ الخليفة عبد المؤمن بن علي

وعندما انتهى من هذا البيت، قال له الخليفة: يكفي هذا، ومن ثم أمر له بألف دينار جزاء له على قصيدته.

نبذة عن عبد الخليفة عبد المؤمن بن علي الموحدي

هو عبد المؤمن بن علي بن مخلوف بن يعلى بن مروان بن نصر بن علي بن عامر، وهو مؤسس دولة الموحدين في مراكش في المغرب، ولد في عام أربعمائة وسبعة وثمانون للهجرة في مدينة تلمسان في الجزائر، وتلقى العلم فيها، وتوفي في عام خمسمائة وثمانية وخمسون للهجرة في المغرب.


شارك المقالة: