قصة قصيدة قد قيل ما قيل إن حقا وإن كذبا
أمّا عن مناسبة قصيدة “قد قيل ما قيل إن حقا وإن كذبا” فيروى بأن الربيع بن زياد كان من جلساء الملك النعمان بن المنذر، وقد اشتهر الربيع بكونه صاحب لسان فاحش، يكثر من السب واللعن، ولا يسلم منه أحد ممّن يدخل إلى مجلس الملك، وفي يوم من الأيام أدخل لبيد بن ربيعة إلى مجلس النعمان، وكان وقتها ما زال صغيرًا، وبينما هو في مجلس الملك، قاموا بإحضار الطعام للملك، فجلس يأكل، واقترب ربيع، وجلس يأكل معه، فأنشد لبيد قائلًا:
أكل يوم هامتي مقزعه
ومن خيار عامر بن صعصعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه
إليك جاوزنا بلاداً مسبعه
مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
ومن فوره قام النعمان بن المنذر برفع يده عن الطعام، وتوجه إلى ربيع بن زياد، وقال له: هل ما يقول الغلام صحيح؟، فقال له الربيع: لا والله، إن ما يقول كذب، فقال لبيد بن ربيعة للملك: عليك أن تأمره يا مولاي بأن يثبت لك أن كلامي كذب، فقال الملك لربيع: أجب الغلام يا ربيع، فقال ربيع: والله يا مولاي، تصديقك لكلام هذا الغلام، وإجبارك لي على أن أثبت كذبه، لهو أشد علي مما قال في.
ومن بعد هذه الواقعة قام النعمان بن المنذر بحجب ربيع بن زياد، وسقطت مكانته عنده، وحينما جاء الربيع لكي يعتذر منه، قال له النعمان بن المنذر:
قد قيل ما قيل إن حقاً وإن كذبا
فما اعتذارك من قول إذا قيلا
نبذة عن الملك النعمان بن المنذر
هو النعمان بن المنذر بن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، تسلم الحكم من أبيه، وهو مسيحي، لقب بأبي قابوس، وهو أحد أشهر ملوك المناذرة قبل أن يأتي الإسلام.
ولد في عام خمسمائة واثنان وخمسون ميلادي، وقد قام ببناء مدينة النعمانية على ضفة نهر دجلة، واشتهر بأن عنده يوم بؤس ويوم نعيم.
توفي في عام ستمائة واثنان ميلادي.