قصة قصيدة قل الوفاء فما تلقاه في أحد

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر ابن وهبون المرسي:

هو أبو محمد عبد الجليل بن وهبون المرسي، شاعر من شعراء الأندلس، كان مقربًا من المعتمد بن عباد، ومن ابن عمار، قتل من قبل بعضًا من جنود النصارى، بينما كان في طريقه إلى مرسية.

قصة قصيدة قل الوفاء فما تلقاه في أحد:

أمّا عن مناسبة قصيدة “قل الوفاء فما تلقاه في أحد” فيروى بأن إشبيلية كانت تقبع تحت حكم بني جهور، ومن بعدهم أتت عائلة بنو عباد وتولت الحكم فيها، وكان أول ملوكهم اسماعيل بن عباد اللخمي، وكان ذلك بعد أن اختاره أهالي إشبيلية بالإجماع كملك عليهم بسبب رصانته، وعلو همته، وذكاءه، ومن بعده تسلم مقاليد الحكم المعتضد، وقد كان يسير على طريق والده في الإصلاح، ووقد كان عادلًا، ولكنّه وعلى عكس أبيه كان شديدًا، وصارمًا، وقد قتل وزرائه الواحد تلو الآخر، فقد مات بعضهم صبرًا، ومات بعضهم من الفقر، وأمّا الذين بقوا على قيد الحياة فقد نفاهم خارج إشبيلية، وبقي على هذه الحال حتى توفي.

ومن بعد وفاة المعتضد، تولى الحكم ابنه المعتمد بن عباد، ولكنّه سلك طريقًا مختلفة في الحكم، فقد كانت فترة حكمه مليئة باللهو والأدب والكرم، وقد انغمس في المجون والترف والنعيم، ونسي أن يحصن ملكه بما يحتاج من قوة وإحكام، تولى المعتمد حكمه في عام أربعمائة وأربعة وستين للهجرة، وقام بجمع الشعراء من حوله، وكان يعطيهم الهبات والعطايا، وكان سخيًا ي هذه العطايا، فازداد عدد الشعراء الذين يجلسون في مجلسه.

وقد كان المعتمد بن عباد شاعرًا، ولذلك تعهد على نفسه الّا يضع أحدًا كوزير له إلّا إذا كان شاعرًا كبيرًا، وبسبب ذلك وضع ابن زيدون وزيرًا له، ووضع ابن عمار وزيرًا له أيضًا وهو أيضًا شاعر كبير، وفي يوم كان في مجلسه، فدخل عليه ابن وهبون المرسي، وأنشده قائلًا:

قل الوفاء فما تلقاه في أحد
ولا يمر لمخلوق على بال

وصار عندهم عنقاء مغربة
أو مثل ما حدّثوا عن ألف مثقال

وعندما سمع ما قال ابن وهبون من شعر، قربه منه وجعله من خاصة جلسائه.


شارك المقالة: