قصة قصيدة قل لأمين الله في نفسه

اقرأ في هذا المقال


كانت الفتن بين الأمين والمأمون سببًا في قتل الأمين، واليوم نروي لكم كيف بدأت هذه الفتن، وما حصل بين الخليفة الأمين وأحد قادة جنده.

من هو علي بن أبي طالب الأعمى؟

هو علي بن أبي طالب الأعمى، شاعر من شعراء العصر العباسي، لم يذكره التاريخ، ويعد من الشعراء العباسيين المنسيين.

قصة قصيدة قل لأمين الله في نفسه

أما عن مناسبة قصيدة “أضاع الخلافة غش الوزير” فيروى بأن أحد قادة جيوش الخليفة العباسي محمد الأمين وهو الحسين بن علي بن ماهان قد انقلب في يوم من الأيام ضده، وخطب في الناس، وحرضهم عليه، وذكر لهم ما كان من لهوه ولعبه، وغير ذلك من المعاصي، وأن الخلافة لا تصلح له، وبأنه يريد أن يوقع البؤس في الناس، ومن ثم حثهم على النهوض إليه، فالتف حوله عدد كبير من الناس.

وعندما وصل خبر ذلك إلى الخليفة بعث له بجيش، فاقتتل معهم، وأمر جيشه أن يترجلوا عن أحصنتهم، ويقاتلوا بالسيوف والرماح، وتمكن الحسين بن علي من هزيمة جيش الخليفة، وخلعه من خلافته، وأخذ البيعة لأخيه المأمون، وبعد ذلك بثلاثة أيام نقل الخليفة من قصره إلى القصر الواقع وسط مدينة بغداد، وقيده، وضيق عليه.

وفي اليوم التالي طلب أهل بغداد منه حقوقهم التي وعدهم بها، ولكنه لم يعطهم إياها، فافترق أهل المدينة إلى فرقتين، إحداهما معه، والأخرى مع الأمين، واقتتلت الفرقتين قتالًا شديدًا، حتى تمكنت فرقة الخليفة من التغلب على فرقته، وتمكنوا من أسره، ودخلوا على الخليفة، وفكوا قيده.

ومن ثم أمر الخليفة بإحضار الحسين، فأحضروه، واعتذر الحسن من الخليفة، فعفا عنه، وجعله وزيرًا، وولاه إمارة الحرب، وبعث به إلى مدينة حلوان، ولكنه عندما خرج من بغداد هرب ومن معه، فألحق بهم الخليفة جيشًا، وقاتلوه، وتمكنوا من قتله، ومن ثم جدد أهل بغداد البيعة للخليفة.

وبعد أن قتل الحسين، تمكن الفضل بن ربيع من الهروب، وتمكن طاهر بن حسين من الاستيلاء على معظم المدن لصالح المأمون، ولم يبق للخليفة من المدن إلا القليل، ومن ثم حاصر طاهر مدينة بغداد، وبعث إلى داخلها الجواسيس، وألقى بالفتنة بين جيوش الأمين، حتى تفرقوا، واختلفوا على الخليفة، وفي خبر ذلك أنشد أحد أهل بغداد قائلًا:

قل لأمين الله في نفسه
ما شتت الجند سوى الغالية

وطاهر نفسي فدا طاهر
برسله والعدة الكافية

يهجو الشاعر في هذه الأبيات الخليفة الأمين، ويقول بأنه لم يشتت أحد الجنود سوى أمه، ويمدح الطاهر بن الحسين ويقول بأن نفسه فداءً له.

أضحى زمام الملك في كفه
مقاتلا للفئة الباغية

يا ناكثا أسلمه نكثه
عيوبه في خبثه فاشيه

قد جاءك الليث بشدَّاته
مستكلبا في أسد ضاريه

فاهرب ولا مهرب من مثله
إلا إلى النار أو الهاوية

وأنشد علي بن أبي طالب الأعمى في خبر ذلك أيضًا قائلًا:

أَضاعَ الخِلافَةَ غِشُّ الوَزير
وَفِسقُ الإِمامِ وَجَهلُ المُشير

فَفَضلٌ وَزيرٌ وَبَكرٌ مُشيرٌ
يُريدانِ ما فيهِ حَتفُ الأَمير

وَما ذاكَ إِلّا طَريقُ غَرورٍ
وَشَرُّ المَسالِكِ طُرقُ الغَرور

الخلاصة من قصة القصيدة: قام أحد قادة جند الأمين بالحشد ضده، وبعد أن تمكن الأمين من قتله خرج الطاهر بن الحسين واستولى على العديد من مدن الدولة العباسية، ومن ثم حاصر بغداد.

المصدر: كتاب "سير أعلام النبلاء" تأليف شمس الدين الذهبيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: