قصة قصيدة قل للمليحة في الخمار الأسود

اقرأ في هذا المقال


تعتبر قصيدة “قل للمليحة في الخمار الأسود” من أبرز القصائد العربية التي حظيت بشهرة واسعة عبر العصور. تتجاوز هذه القصيدة كونها مجرد نص شعري جميل، فهي تحمل في طياتها قصة فريدة ومثيرة للاهتمام حول نشأتها وأسباب شهرتها، وتعتبر أول حملة إعلانية منظمة في التاريخ.

قصيدة قل للمليحة 

تعتبر قصيدة “قل للمليحة في الخمار الأسود” أول دعاية تسويقية في التاريخ الإسلامي؛ بحيث قام أكثر من فنان بغناء هذه القصيدة وأبدع في غنائها المطرب والفنان السوري صباح فخري، فما كلمات هذه القصيدة وما قصتها؟

التعريف بالشاعر مسكين الدارمي

أمّا عن التعريف بالشاعر الذي كتب هذه القصيدة مسكين الدارمي: هو ربيعة بن عامر التميمي، وهو شاعرٌ عربيٌ من العصر الأموي، فقد لقب بالمسكين لقوله:

أنا مسكين لمن أنكرني
ولمن يعرفني جد نطق

لا أبيع الناس عرضي إنَّني
لو أبيع الناس عرضي لنفق

وأيضاً لقب الدارمي نسبة إلى أحد أجداده يدعى دارم.

قصة قل للمليحة في الخمار الأسود كلمات

تروى قصيدة (قل للمليحة في الخمار الأسود ) إنَّ هناك تاجر من العراق كان يبيع ” الأخمرة وهي جمع خمار ” أتى إلى المدينة المنورة لكّي يبع ” الأخمِرةَ ” ومنها الأسود والأحمر والأبيض فقد باعها جميعها إلّا اللون الأسود لم بيع منه شيء وقد غضب التاجر لما جرى.

فرءآهُ شاعراً من شعراء المدينة المنورة يدعى الدارمي فجاء إليه فقال له ماذا حصل لك؟ رد عليه التاجر قائلاً كل (الأخمرة) تم بيعها إلّا الأسود منها، لقد تعاطف معه الدارمي وقال له سوف أكتب لك قصيدة عن الخمار الأسود فنظم له أبيات ( قل للمليحة في الخمار الأسود) وأمر أن ينشدها في سوق المدينة المنورة، قائلاً:

قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد؟

قد كان شمر للصلاة ردانة
حتى وقفتي له بباب المسجد

فسلبت منه دينه ويقينه
وتركته في حيرة لا يهتدي

ردي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه بحق دين محمد

وقال أيضاً:

بلغوها إذا أتيتم حماها
أنني مت في الغرام فداها

واذكروني لها بكل جميل
عساها أن تحن عليا عساها

واصحبوها لتربتي فإنّ عظامي

تشتاق أن تدوسها قدماها

شرح بعض أبيات قصيدة قل للمليحة في الخمار الأسود

  • البيت الأول: يخاطب الشاعر امرأة جميلة ترتدي خمارًا أسودًا ويُسألها عن تأثيرها على زاهد مُتعبّد.
  • البيت الثاني: يصف الشاعر كيف كان الزاهد يُصلّي بخشوع حتى جلست له هذه المرأة عند باب المسجد.
  • البيت الثالث: يُطالب الشاعر المرأة بإعادة صلاة وصيام الزاهد إليه، لأنها تُسبّب له الفتنة وتُلهيه عن العبادة.

وفعلاً قام التاجر وأنشد هذه الأبيات في السوق، فقد انتشرت هذه الأبيات وذاع الخبر ولم يبقى في المدينة لا امرأة ولا فتاة إلا واشترت من الخمار الأسود فالكل يريد أن تكون هي تلك المليحة.


شارك المقالة: