قصة قصيدة كتبت تلوم وتستريب زيارتي
أمّا عن مناسبة قصيدة “كتبت تلوم وتستريب زيارتي” فيروى بأن العباس بن الأحنف كان يحب جارية، وكان العباس متيمًا في هذه الجارية، وخوفًا منه أن يعرف الناس من هي، قام بتغيير اسمها في قصائده، وسماها فوز، وكان لا يحب أن يجافيها ويبتعد عنها، ولكنها في يوم من الأيام رافقت أحد أبناء الجند، ووصل خبر ذلك إلى العباس بن الأحنف، فتركها وابتعد عنها، وجافاها.
ولكنه وعلى الرغم من ابتعاده عنها لم يكن يشعر بالرضا عما فعل، وكان يشعر بالحزن والألم بسبب عدم قدرته على رؤيتها، وكان يشعر بالشوق لها، ولكنه على الرغم من كل ذلك لم يعد إليها، ولم يشعرها بشوقه لها.
وعندما انتهت العلاقة بينها وبين ذلك الغلام، أرادت أن تعود إلى العباس بن الأحنف، فكتبت إليه بكتاب تعاتبه فيه على ابتعاده عنها، وجفاءه لها، وبعثت له به مع غلام، وعندما وصل الغلام إلى بيت العباس، وأعطاه الكتاب، وقرأ العباس ما فيه، كتب لها بقصيدة يخبرها فيها بأنه لم يتركها ويبتعد عنها لرغبة منه في ذلك، ولا بسبب خبر وصله من أحد الواشين، ولكنه تركها لأنها رافقت رجلًا غيره، قال لها فيها:
كتبت تلوم وتستـريب زيارتـي
وتقول لست لنا كعهد العـاهـد
فأجبتها ودموع عـينـي جـمة
تجري على الخدين غير جوامد!
يا فوز لم أهجركـم لـمـلالة
مني ولا لمقال واش حـاسـد
لكنني جربتكـم فـوجـدتـكـم
لا تصبرون على طعام واحـد
نبذة عن العباس بن الأحنف
هو العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة بن حدان بن كلدة بن جذيم بن شهاب بن سالم بن حية بن كليب بن عبد الله بن عدي بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهو شاعر من شعراء العصر العباسي.
ولد العباس بن الأحنف في اليمامة التي تقع في نجد في شبه الجزيرة العربية في عام سبعمائة وخمسون ميلادي، ومن ثم انتقل إلى بغداد بعد أن توفي والده، وعاش متنقلًا بينها وبين خراسان.
توفي العباس بن الأحنف في مدينة بغداد في عام ثمانمائة وثمانية ميلادي.