قصة قصيدة كيف أشكو إلى طبيبي ما بي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كيف أشكو إلى طبيبي ما بي

أمّا عن مناسبة قصيدة “كيف أشكو إلى طبيبي ما بي” فيروى بأن سري السقطي في يوم مرض، وتعب تعبًا شديدًا، ووصل خبر ذلك إلى صديق له يقال جعفر الخلدي، فقرر أن يذهب إلى بيته لكي يعوده، وبعد ذلك بعدة أيام ذهب إلى بيته، ودخل إليه وجلس بجانبه، وكان يبدو على سري المرض، فقد كان هزيلًا، فقال له جعفر الخلدي: كيف أصبحت يا صديقي، فقال له سري:

كيف أشكو إلى طبيبي ما بي
والذي أصابني من طبيبي

ولاحظ جعفر بأنّ هنالك بعض قطرات من العرق على جبين سري، وبأنه يشعر بالحر، فأمسك بمروحة من جانبه، وبدأ يروح عليه بها، فقال له سري: قال‏:‏ كيف يجد هواء المروحة من كان داخله يحترق أكثر من خارجه‏؟‏، ثم أنشد قائلًا‏:‏

القلب محترق والدمع مستبق
والكرب مجتمع والصبر مفترق

كيف القرار على من لا قرار له
مما جناه الهوى والشوق والقلق

يا رب إن كان شيء لي به فرج
فامنن علي به ما دام بي رمق

فأحس جعفر بأن الجني سري السقطي على وشك أن يفارق الحياة، وقال له: أوصني، فقال له سري: عليك بالامتناع عن مصاحبة الأشرار، ولا يشغلك الجلوس مع الأخيار والأبرار عن الانشغال عن ذكر الله، وبعد ذلك بعدة أيام وكان ذلك في يوم الثلاثاء في السادس من شهر رمضان، ودفن بعد صلاة العصر بمقبرة سمها مقبرة الشوينزي.

نبذة عن سري السقطي

أبو الحسن السري بن المغلس السقطي، وهو إمام، وواحد من شيوخ الدين المشهورين بالتقوى والورع في حياتهم، وقد عاش في القرن الثالث الهجري، فقد ولد في عام مائة وستون للهجرة في بغداد، في العصر العباسي، وهو أحد تلاميذ الشيخ الكبير معروف الكرخي.

يعتبر أول من اظهر لسان التوحيد في بغداد في العراق، وقد تكلم في علوم الحقائق، ويعتبره الكثيرون إمام أهل بغداد في الإشارات،

من اشهر مقولاته:

  • ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان: من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلي الباطل؛ وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
  • الناس في الأعمال يتقاربون، وإنما قارب من قارب، بحسن الأدب بين يدي الله تعالى.

شارك المقالة: