قصة قصيدة لأم الأرض ويل ما أجنت
أمّا عن مناسبة قصيدة “لأم الأرض ويل ما أجنت” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام بسطام بن قيس بن مسعود بغزو قبيلة بني ضبة، وكان معه في هذه الغزوة أخاه السليل بن قيس، ورجل من بني أسد يسمى نقيد، وبينما هم في طريقهم إلى قبيلة بني ضبة، ارتاحوا، ونام بسطام، وبينما هو نائم، رأى في منامه رجلًا أتاه وقال له: الدلو تأتي الغرب المزلة، وعندما أفاق من نومه أخبر نقيد بمنامه، فتشاءم من المنام، وأخبره بأن لا يكمل غزوته، ولكن بسطام لم يستمع له وأكمل متوجهًا نحو قوم بني ضبة، وعندما وصلهم، صعد إلى تلة، ورأى ما يزيد عن الألف ناقة لرجل من بني ضبة يقال له مالك بن المنتفق.
فأغار هو ومن معه على الإبل، وكان من بين هذه الإبل فحل اسمه أبو شاكر، فأخذوا الإبل وتوجهوا عائدين إلى قومهم، وعندما وصل الخبر إلى مالك ، خرج هو وجماعة من فرسان قومه في أثرهم، وكان الفحل يحاول أن يعيد الإبل إلى قبيلتها، فكان بسطام كلما تبعت ناقة أبو شاكر يقوم بنحرها، وعندما أدركهم مالك ومن معه ورأوا ما يفعل بسطام، توجه إليه وقال له لا تقتل الإبل، فهي إما لك أو لنا، ولكن بسطام رفض، وعندما لحق بقية قوم ضبة بمالك ومنهم رجل يقال له عاصم بن خليفة، وقاموا بقتل بسطام، وأسروا أخاه، وأنشد عبد الله بن عنمة يرثي بسطام قائلًا:
لأمّ الأرض ويلٌ ما أجنّت
غداة أضرّ بالحسن السبيل
يقسّم ماله فينا وندعو
أبا الصهباء إذ جنح الأصيل
أجدّك لن تريه ولن نراه
تخبّ به عذافرةٌ ذمول
حقيبةٌ بطنها بدنٌ وسرجٌ
تعارضها مزبّبةٌ زؤول
إلى ميعاد أرعن مكفهّرٍ
تضمّر في جوانبه الخيول
لك المرباع منها والصّفايا
وحكمك والنّشيطة والفضول
لقد صمّت بنو زيد بن عمرو
ولا يوفي ببسطامٍ قتيل
فخرّ على الألاءة لم يوسّد
كأنّ جبينه سيفٌ صقيل
فإن يجزع عليه بنو أبيه
فقد فجعوا وفاتهم جليل
بمطعام إذا الأشوال راحت
إلى الحجرات ليس لها فصيل
نبذة عن عبد الله بن عنمة
هو عبد الله بن عنمة بن حوثان بن ثعلبة ين ذؤيب الضبي، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، أدرك الإسلام وشارك في معركة القادسية.