ما لا تعرف عن قصة قصيدة “لئيم أتاه اللؤم من ذات نفسه”:
هذه القصة من أجمل قصص الشعر العربي فهذه القصيدة للأصمعي، يحكى أن ذات يومًا جاء إعرابي إلى الأصمعي فأحب الأصمعي أن يُصعب عليه الشعر، فقال له: يا إعرابي هل تقول الشعر أم ترويه، فرد عليه الإعرابي: كيف لا! وأنا أبو وأم الشعر كله. فقال له الأصمعي: أريد أن تكمل لي هذا البيت واختار له أصعب قافية في اللغة العربية وهي قافية “الواو الساكنة”.
قال له الإعرابي: أعطني ما تريد!، قال: قوم بنجد قد عهدناهم سقاهم الله من النوّ، فرد عليه الرجل وقال: النوّ فلك في دجى ليلت مظلمة حالكة لو، فقال له الأصمعي: يريد تعجيزه أكثر فقال له لو ماذا؟، فرد الإعرابي قائلاً: لو سار فيها فارس لنطوى على بساط الارض منطوا، فال الأصمعي منطوا ماذا؟، فرد عليه الأعرابي قائلاً: منطوي البطن كظيم الحشا كالباز ينقض من الجو، فقال الأصمعي: جو ماذا؟، فرد عليه بسرعة فائقة: جو السما والريح تعلو به فشتم ريح الارض فعلو، قال الأصمعي: فعلو ماذا؟، قال له الإعرابي: فعلو ولما عيل من صبره رأى كبار القوم ينعوا.
ويكملا حديثهما قائلاً الأصمعي: ينعوا ماذا؟، فرد عليه على الفور: ينعو رجال للقانى شرعت وقاك الله ما لاقو وما يلقوا، والقصد من الأصمعي أن يعجره أكثر قال له: يلقوا ماذا؟، وهنا غضب الإعرابي وقال: إذا كنت لا تفهم ما قلته فأنت عندي رجل بو، قال له الأصمعي بو ماذا؟، فرد عليه: البو معناه كبش قد حشي جلده تبنا طريا ان تقم أو، فقال له الأصمعي أو ماذا؟، فأخذ حجراً عن الأرض وقال له: أو اضرب رأسك، تقول في ضربتها قو.
هنا قال الأصمعي خفت أن أقول له قو ماذا؟ فقيقوم الإعرابي بكسر رأسي فسكتت خوفًا منه، فقد ضحك الجميع من دهاء الإعرابي، فللأعراب يا أبيات جميلة وطريفة في جميع الأعراض الشعرية، قال الأصمعي: رأيت أعرابيًا يصيح على أخاه، فرد عليه أخوه: والله! لأهجوك، فقال له: كيف تهجوني وأمي أمك، وأبوي أبك؟، فقال له: اسمع إذا!
لئيم أتاه اللؤم من ذات نفسه
ولم يأته من إرث أم ولا أب
وهذا الأعرابي وقف على الحسن، فقال له الحسن: يا أعرابي!، ما رايتك تعلم ممّا نحن فيه، فقال له الأعرابي:
مهما جهلتُ فقد علـمتُ
بأنني بشر أموتُ
والناس في طلب الغنى
وغناهم من ذاك قوت
شــادوا لغيــرهم وبــــا
دوا والقبور هي البيوت