قصة قصيدة لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم ما كان من خبر اجتماع أربعة من كبار شعراء العصر العباسي.

من هو أبو نواس؟

هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، شاعر من شعراء العصر العباسي.

قصة قصيدة لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند

أما عن مناسبة قصيدة “لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند” فيروى بأن دعبل الخزاعي اجتمع في يوم من الأيام في مجلس مع كل من أبو الشيص وأبو نواس وصريع الغواني، وبينما هم جالسون قال أبو نواس: إن هذا المجبس قد شهد اجتماعنا فيه، فليأت كل منكم بأحسن ما قال من شعر، فأخذ أبو الشيص ينشد قائلًا:

وَقَفَ الهَوى بي حَيثُ أَنتِ فَليسَ لي
مُتأخَّرٌ عَنهُ وَلا مُتَقدَّمُ

وأَهَنتِني فأَهِنتُ نَفسي جاهِداً
ما مَن يَهونُ عَليكِ مِمَّن يُكرَمُ

أَشبَهتِ أَعدائي فَصِرتُ أُحِبُّهُم
إِذ كانَ حَظّي مِنكِ حظّي مِنهُمُ

فتعجب أبو نواس من شعر أبي الشيص، ولم يكاد يخرج من تعجبه، إلا وصريع الغواني ينشد قائلًا:

موفٍ عَلى مُهجٍ في يَومِ ذي رَهَجٍ
كَأَنَّهُ أَجَلٌ يَسعى إِلى أَمَلِ

يَنالُ بِالرِفقِ ما يَعيا الرِجالُ بِهِ
كَالمَوتِ مُستَعجِلاً يَأتي عَلى مَهَلِ

لا يُلقِحُ الحَربَ إِلّا رَيثَ يُنتِجُها
مِن هالِكٍ وَأَسيرِ غَيرِ مُختَتَلِ

فقال أبو نواس: أسمعنا يا أبا علي أحسن ما قلت من شعر، فأخذ دعبل ينشد قائلًا:

لا تعجبي يا سلم من رجل
ضحك المشيب برأسه فبكى

فقال له نواس: كأنك كنت في نفسي، فسألوا أبو نواس أن ينشدهم، فأنشدهم قائلًا:

لا تَبكِ لَيلى وَلا تَطرَب إِلى هِندِ
وَاِشرَب عَلى الوَردِ مِن حَمراءَ كَالوَردِ

يقول أبو نواس في هذا البيت لا تبك على ليلى ولا تطرب إلى هند، واشرب الخمر من حمراء كأنها الورد.

كَأساً إِذا اِنحَدَرَت في حَلقِ شارِبِها
أَجدَتهُ حُمرَتَها في العَينِ وَالخَدِّ

فَالخَمرُ ياقوتَةٌ وَالكَأسُ لُؤلُؤَةٌ
مِن كَفِّ جارِيَةٍ مَمشوقَةِ القَدِّ


شارك المقالة: