قصة قصيدة "لا تقل أصلي وفصلي أبدا"

اقرأ في هذا المقال


مؤلف القصيدة

هو  أبو حفص عمر بن المظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس المعري الكندي، الملقب بابن الوردي، ولد في عام ألف ومئتان واثنان وتسعون ميلادي في معمرة النعمان بالقرب من مدينة إدلب في سوريا، وهو أديب وشاعر مشهور، توفي في عام ألف وثلاثمائة وتسعة وخمسون ميلادي في مدينة حلب.

مناسبة القصيدة

أمّا عن مناسبة قصيدة “لا تقل أصلي وفصلي أبدا” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان رجل يبيع الحلوى، ولكنه لم يكن يبيع ما يكفي من الحلوى لكي يربح، وفي يوم من الأيام اهتدى إلى فكرة لكي يتمكن من الربح، وهي أن يصنع حلوى بجميع الألوان، ويعرضها أمام دكانه لكي يجذب الأطفال للشراء منه، ومن بعد أن فعل ذلك بدأ الأطفال بالتجمع أمام دكانه كي يشتروا منه الحلوى الملونة بأجمل الألوان.

وبينما هو يبيعهم الحلوى، لفت انتباهه طفل أسمر البشرة، وهو يتأمل الحلوى وهو حزين، ونظرته إليها مليئة بالبراءة والأسف، ومن بعد ذلك نظر إلى صاحب الدكان، في موقف مليء بالعاطفة، والبؤس يخيم على تفاصيل وجهه، وفي تلك اللحظة قال الطفل لصاحب الدكان: يا سيدي، لو أنك صنعت حلوى سوداء، فهل ستكون لذيذة كباقي الحلوى؟، وعندما سمع صاحب الدكان ما قال الطفل انحنى إليه بكل عطف وشفقة، ونظر مباشرة إلى عينيه، وقال له: بالطبع سوف تكون لذيذة يا بني، فالذي يجعل الحلوى لذيذة ليس لونها، بل ما يوجد في داخلها.

وفي هذا المعنى، وعندما كان عمر الوردي على فراشه، وهو مريض بالمرض الذي أودى بحياته، استدعى ابنه، وأجلسه بالقرب منه، وأوصاه قائلًا:

لا تقل أصلي وفصلي أبدا
إنما أصل الفتى ما قد حصل

قد يسود المرء من دون أب
وبحسن السبك قد ينفي الدغـل

إنما الورد من الشوك وما
ينبت النرجس إلا من بصل

قيمة الإنسان ما يحسنهُ
أكثر الإنسان منه أم أقل

بين تبذير وبخل رتبة
وكل هذين إن زاد قتل

ليس يخلو المرء من ضد ولو
حاول العزلة في رأس الجبل

دار جار السوء بالصبر وإن
لم تجد صبرا فما أحلى النقل

المعنى من قصيدة لا تقل أصلي وفصلي

  • لا فخر في النسب والشرف دون عمل صالح.
  • العمل هو الأصل والفصل، وهو الفخر والعنوان.
  • لا تحزن إن كنت من أصل وضيع، فالعمل ينقلك إلى أصل كريم.

الدروس المستفادة من القصيدة 

  • أهمية العمل الصالح.
  • عدم التفاخر بالنسب والشرف دون عمل.
  • إمكانية تغيير أصل الإنسان من خلال العمل.

شارك المقالة: