ما لا تعرف عن قصة قصيدة “لا شيء يعدل الوطن”:
أمَّا عن قصة قصيدة “لا شيء يعدل الوطن” يحكى أنَّ عصفورتان في إحدى بلاد الجحاز تعيشان على شجرة يابسة في حديقة جردا لا يوجد فيها شجرة خضراء يكتئب الناظر إليها.
وفي ليلة من الليالي بينما كان العصفوران يغردان ويلهوان ويتكلمان مع بعضهما في جو من السعادة هبت عليهما ريح رقيقة قادمة من اليمن وعندما وصلت إليهما قالت لهما ماهذا المكان الكئيب الذي تعيشان فيه وبدأت تصف لهما جمال اليمن وما رأت هنالك من حدائق وقصور وخصوصًا منطقتا عدن والصفا، وبعدها قالت الريح للعصفورين: ما رأيكما بأن تأتيا معي إلى هنالك فتعيشان سعيدان ما حييتما، وقالت لهما أنها فرصة لا تعوض فالحجاز ليست بجمال اليمن والحياة هنالك أفضل من الحياة هنا.
فرد عليها أحد العصفورين: إننا نعتذر منك أيتها الريح لن نستطيع الذهاب معك إلى هنالك فمهما كانت اليمن جميلة فهي بالنسبة لنا ليست بجمال وطننا، ولا شيء يعادل أن يعيش الواحد منا في وطنه، فغادرت الريح وحدها وبقي العصفوران في وطنهما.
وقال أحمد شوقي في ذلك:
عُصفورَتانِ في الحِجازِ
حَلَّتا عَلى فَنَن
في خامِلٍ مِنَ الرِياضِ
لا نَدٍ وَلا حَسَن
بَيناهُما تَنتَجِيانِ
سَحَراً عَلى الغُصُن
مَرَّ عَلى أَيكِهِما
ريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن
حَيّا وَقالَ دُرَّتانِ
في وِعاءٍ مُمتَهَن
لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَنعاءَ
وَفي ظِلِّ عَدَن
خَمائِلاً كَأَنَّها
بَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن
الحَبُّ فيها سُكَّرٌ
وَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن
لَم يَرَها الطَيرُ وَلَم
يَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن
هَيّا اِركَباني نَأتِها
في ساعَةٍ مِنَ الزَمَن
قالَت لَهُ إِحداهُما
وَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن
يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبيلِ
ما عَرَفتَ ما السَكَن
هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَن
لا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن
ففي هذه القصيدة يظهر الشاعر هنا حبه للوطن والعيش والتمسك فيه، حيث تظهر في مطلع القصيدة وصف حال العصفورتين وحالتهما قبل قدوم الريح عليهم، وبعدها تصف مرور الريح وعدم رضاها عن الحال التي كانتا تعيشهما العصفورتين، وهنا بدأت الريح تصف بلاد اليمن وقد دعتهما للرحيل معها لليمن الجميلة، وعندما سمعت إحدى العصفورتين هذا الكلام ردت عليه وقالت بأنهما تحب هذا الوطن.