قصة قصيدة لعبد العزيز على عترته

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لعبد العزيز على عترته

أمّا عن مناسبة قصيدة “لعبد العزيز على عترته” فيروى بأن نصيب بن رباح كان في يوم من الأيام يرعى إبلًا لمولاه، وكان في نفس المرعى إبل لرجل يقال له صفوان، وكان عند صفوان ابنة يقال لها زينب، وكانت زينب تأتي إلى المرعى لكي تأخذ اللبن، وكان صفوان قد اشتهر بين أحياء العرب بكونه بارعًا في العزف على الأوتار، وبأنه يجيد الغناء، فكان الرعاة يجتمعون عنده، فيقومون بخدمة إبله، وهو يعزف لهم ويغني لهم.

وفي يوم من الأيام كان نصيب جالس عند صفوان، وبينما هو عنده أتت ابنته زينب لكي تأخذ الحليب، فرآها، ووقع حبها في قلبه، وتمكن هواها منه، فأصبح كثيرًا ما يتردد عند أبيها، وتغير حاله عما كان عليه من قبل، وأخذ يتشبب بها، وانتشر خبر حبه لها بين العرب، فأتى بعض من الرجال من القوم إلى مولى نصيب، وجلسوا معه، وقالوا له: إن هذا العبد مبدع في الشعر، وإنا نخاف أن يهجو أحد منا، أو أن يقوم بالتشبب بنسائنا، فقال له مولاه: أني بائعك، وعليك أن تنظر لنفسك، فخرج من عند مولاه، وتوجه إلى الأمير عبد العزيز بن مروان بن الحكم، واستأذن للدخول إليه، وعندما دخل إلى مجلسه، أنشده قائلًا:

لعبد العزيز على عترته
وغيرهم منن ظاهره

فبابك أسهل أبوابهم
ودارك مأهولة عامره

وكلبك أرأف بالزائرين
من الأم بالابنة الزائره

وكفك حين تري السائلين
لأثرى من الليلة الماطره

فمنك العطاء ومنا الثناء
بكل محبرة سائره

فأمر له الأمير بألف دينار. فقال له: أصلح الله الأمير، إني عبد، ولا آخذ المال مقابل شعري، ولكني أباع وأشترى، فقال الأمير لخادمه: خذه إلى المسجد، واعرضه أمامه، فإذا لم يشتريه أحد أخبرني، ففعل وأخذه فلم يشتريه أحد، فقام الأمير بشرائه، وبقي يخدمه حتى مات.

نبذة عن نصيب بن رباح

هو أبو محجن نصيب بن رباح، أحد شعراء العصر الأموي، كان يملكه رجل من بني كنانة يقال له راشد بن عبد العزى، ومن ثم اشتراه الأمير عبد العزيز بن مروان بن الحكم.


شارك المقالة: