ما لا تعرف عن قصة قصيدة “لعل خيال العامرية زائر”:
أمَّا عن قصة قصيدة “لعل خيال العامرية زائر” قاتل سيف الدولة الحمداني بني عامر بن صعصعة ومن والأهم من قبيلتي (طيىء وكليب) كانوا قد أجمعوا على مخالفته وقتاله، وانتصر عليهم فبلع خبر ذلك عبد الله بن ورقاء الشيباني يكنى بأبي أحمد فكتب قصيدة يهنئ بها سيف الدولة الحمداني بإنتصاره عليهم ويفتخر بأيام بكر وتغلب في الجاهلية والإسلام وهي قصيدة طويلة أولاها:
أرسما بسابروج أبصرت عافيا
فاذكرك العهد الذي كنت ناسيا
وقام أبو أحمد الشيباني بإرسالها إلى سيف الدولة، لما سمع أبو فراس الحمداني بما قيل فيها قام بكتابة قصيدة على وزنها وذكر فيها إيام أجداده وأبائه وعمومته وأهله وأقربائه في الإسلام من دون الجاهيلة.
وقال أبو فراس الحمداني في ذلك أن ما أفتحر به من أعمال آبائي وأجدادي وأيام أسلافي أكثر وأكبر من أن يجمعها شعري ولذلك قد اَضطررت لذكر الغزوات المشهورة فقط.
فلم أذكر من الغزوات إلا ما كان من قبائل بإكملها فلو قمت بعد ما عددت العرب من أمثاله مثل: (يوم رحرحان، ويوم فيف الريح، ويوم شعب جبله) لعددتُ ما لا يمكن أن تسعه الكتب فاختصرت على ما ذكرتُ والفضل مشترك لهم جميعًا.
والقصيدة هي:
لَعَلَّ خَيالَ العامِرِيَّةِ زائِرُ
فَيُسعَدَ مَهجورٌ وَيُسعَدَ هاجِرُ
وَقَد كُنتُ لا أَرضى مِنَ الوَصلِ بِالرِضا
لَيالِيَ ما بَيني وَبَينَكَ عامِرُ
وَإِنّي عَلى طولِ الشِماسِ عَنِ الصِبا
أَحِنُّ وَتُصبيني إِلَيكِ الجَآذِرُ
وَإِنّي إِذا لَم أَرجُ يَقظانَ وَصلَها
لَيُقنِعُني مِنها الخَيالُ المُزاوِرُ
وَفي كِلَّتَي ذاكَ الخِباءِ خَريدَةٌ
لَها مِن طِعانِ الدارِعينَ سَتائِرُ
تَقولُ إِذا ماجِئتُها مُتَدَرِّعاً
أَزائِرُ شَوقٍ أَنتَ أَم أَنتَ ثائِرُ
فَقُلتُ لَها كَلّا وَلَكِن زِيارَةٌ
تُخاضُ الحُتوفُ دونَها وَالمَحاذِرُ
كما قال أيضاً:
لَنا في بَني عَمّي وَأَحياءِ إِخوَتي
عُلىً حَيثُ سارَ النَيِّرانِ سَوائِرُ
إِنَّهُمُ الساداتُ وَالغُرَرُ الَّتي
أَطولُ عَلى خَصمي بِها وَأُكاثِرُ
وَلَولا اِجتِنابي العَتبَ مِن غَيرِ مُنصِفٍ
لَما عَزَّني قَولٌ وَلا خانَ خاطِرُ
وَلا أَنا فيما قَد تَقَدَّمَ طالِبٌ
جَزاءَ وَلا فيما تَأَخَّرَ وازِرُ
يُسَرُّ صَديقي أَنَّ أَكثَرَ واصِفي
عَدُوّي وَإِن ساءَتهُ تِلكَ المَفاخِرُ
نَطَقتُ بِفَضلي وَاِمتَدَحتُ عَشيرَتي
وَما أَنا مَدّاحٌ وَلا أَنا شاعِرُ
وَهَل تَجحَدُ الشَمسُ المُنيرَةُ ضَوءُها
وَيُستَرُ نورُ البَدرِ وَالبَدرُ زاهِرُ