قصة قصيدة - لعمرك لو أصبحت في دار منقذ

اقرأ في هذا المقال


ما لا عن قصة قصيدة “لعمرك لو أصبحت في دار منقذ”:

تدور أحداث هذه القصيدة في فترة العصر الجاهلي وما زالت تتداول في وقتها الحاضر وهي (حرب البسوس) أمَّا عن التعريف بالبسوس بنت منقذ: فهي سعاد بنت منقذ بن تميم، تعدّ شاعرة من شعراء الجاهلية، هذه المرأة التي تسببت في اشتعال حرب دامت أربعين سنة بين أولاد العمومة من قبيلة بكر بن وائل وتغلب حتى سميت هذه الحرب بحرب البسوس وما زالت إلى الأن مثلاً على التشأوم حيث قيل: “أشأم من البسوس” فكانت مشهورة عند العرب بجمال عيونها ولونهم المميز فقد كات عيونها زرقاء وهذا يدل على ملامح وجهها الجميل حيث قال عنها الجاحظ: “كانت البسوس زرقاء”.

وأمَّا عن هذه القصيدة التي أثارت الدم في عروق جساس فيحكى أن البسوس زارت أختها أم جساس وكان معها ناقة جارها الجرمي يقال له “سعد ين شمس” فعندما رآها كليب بن ربيعة في مرعى له فقام بقتلها فعندما رأت البسوس ناقتها ملطخت بالدماء صاحت البسوس قائله: واذلاه واغربتاه وقالت أيضاً أبياتًا تسميها العرب بأبيات الفناء.

وعندما وصلت هذه الأبيات إلى إبن أختها الجساس وسمعها، قال لها: يا خالتي الحرة لا تقلقي واهدئي، فإني والله سوف أقتل كليب، وقام وركب على حصانه وخرج في طلب كليب، وعندما لاقاه أراد قتاله ولكن كليب لم يعره اهتمامًا وعامله كمعاملة الوضيع، وأدار له ظهره، فقام الجساس وطعنه طعنة مات منها، وكان قتل الجساس لكليب السبب في حرب دارت بين تغلب وبكر لمدة أربعين عامًا وسميت هذه الحرب بحرب البسوس، وأصبحت البسوس شؤمًا عند العرب.

وقالت البسوس قصيدة تعدّ من الموثبات “وهو الشعر الذي يرتبط بلعرب في عصر الجاهلية ” في الشعر العربي، وذلك لأنه في الجاهلية كانت تقوم الحروب ويهلك الأقوام بسبب إمراة، خاصة إذا كان عند هذه المرأة سلاحًا كالشعر تلقية لتحض الآخرين على أن يثأروا وينتقموا كما حصل مع البسوس، وقالت في هذه القصيدة:

لعَمْرُكَ لَوْ أَصْبَحْتُ في دَارِ مُنْقِذٍ
لَمَا ضِيْمَ سَعْدٌ وَهْوَ جَارٌ لأَبْيَاتِي

ولكِنَّنِي أَصْبَحْتُ في دارِ غُرْبَةٍ
مَتَى يَعْدُ فِيها الذِّئبُ يَعْدُ على شَاتي

فَيَا سعدُ لا تَغْرُر بِنَفْسِكَ واِرتَحل
فإنَّكَ في قَوْمٍ عنِ الجارِ أَمْوَاتِ

وَدُونَكَ أَذوادِي فَإنّي عَنْهُمُ
لَرَاحِلَةٌ لا يَفْقِدُونِي بُنَيَّاتِي

كما قال أيضاً:

قَرِّبْ خُطاكَ فإنَّني مُشتاقُ
عندي الحنينُ وعندكَ الإشفاقُ!

أَتُراكَ لم تعلمْ بحَالي بعدما
عَصفتْ براحةِ قلبيَ الأشواقُ ؟


شارك المقالة: